ربّما سمعتِ هذه الجملة من أكثر من أم “ابني المراهق لا يتكلم معي”. لقد بدأ المراهقون يدركون أنهم يريدون القيام بأشيائهم الخاصة ولكنهم ما زالوا بحاجة إلى والديهم في نفس الوقت. من الصعب على المراهقين فهم كيفية تحقيق التوازن بين الاستقلال والتواصل مع والديهم.
في خضم ذلك، يختار المراهقون عدم التحدث عن مشاعرهم أو تجاربهم أو أحداثهم اليومية. هناك العديد من الأسباب التي تجعل ابنك المراهق لا يرغب في التحدث. يمكن أن تتراوح التفسيرات من عدم معرفة كيفية توصيل ما يشعرون به إلى الشعور بالأذى وعدم الأمان للكشف عن المعلومات لوالديهم لتجنب مشاعر الرفض أو خيبة الأمل معًا. إذًا، لماذا ابني المراهق لا يتكلم معي؟ هل جيل ألفا قليل الاحترا بطبيعته أم نحن من أسأنا الفهم؟ الإجابة ستدهشك!
ابني المراهق لا يتكلم معي: ما هي الأسباب؟
في هذه المقالة، سنقدّم الأسباب التي تجعل ابنك المراهق يختار عدم التحدث وأشياء محددة يمكنك القيام بها وقولها لمراهقك حتى يشعر بمزيد من الراحة والثقة في التحدث إليك.
صعوبة وضع مشاعرهم وعواطفهم في كلمات
التعبير عن مشاعرك واحتياجاتك ليست مهمة سهلة. يتطلب الأمر الممارسة والخبرة في تحديد عواطفك، ومعرفة احتياجاتك وما تريده من الآخرين، والتعبير عن نفسك بشكل مناسب. لا يواجه البالغون وقتًا عصيبًا في القيام بذلك فحسب، بل أعتقد أن البالغين يتوقعون من المراهقين القيام بذلك بشكل صحيح. سبب بسيط لعدم رغبة مراهقك في التحدث هو أنه ربما لا يعرف كيف يقول ذلك ولا يعبر عنه.
الشعور بالقلق والتوتر
يمكن أن يشعر المراهقون بالإرهاق والتوتر بسبب المطالب الأكاديمية واضطرابات العلاقات والصراع وسوء الفهم الذي يحدث على مدار اليوم. عندما يعود ابنك المراهق إلى المنزل من المدرسة، في بعض الأحيان يكون ميله الأول هو التهدئة الذاتية وأخذ استراحة من ضغوط اليوم. إحدى مهارات التكيف التي قد ينجذب إليها مراهقك هي الصمت. قد يكون الجلوس في صمت وعدم الاضطرار إلى التحدث هو أفضل علاج للتوتر وقلق المراهقين.
الإحراج من مناقشة تحدياتهم أو صراعاتهم
قد يشعر بعض المراهقين بالحرج أو الخجل من طلب المشورة أو الدعم. قد ينظر إلى فعل “النضال” عاطفيًا أو في حل المشكلة على أنه ضعيف أو شعور بعدم كفاية. قد يتردد المراهقون في التحدث مع والديهم لأن لديهم عقلية “يجب أن أكون قادرًا” على التعامل مع هذا بمفردي.
لا يعرف كيفية طلب المساعدة
أحد أهم الأسئلة التي يجب طرحها على المراهقين”كيف يمكنني مساعدتك؟” يستجيب غالبية المراهقين ب “لا أعرف” أو “كل ما أعرفه هو أنني لا أريد أن أشعر بهذا بعد الآن”. بعض المراهقين لا يعرفون كيفية طلب المساعدة ولا يعرفون على وجه التحديد ما يحتاجون إلى المساعدة فيه. السبب المحتمل لعدم رغبة مراهقك في التحدث إليك هو أنه لا يعرف كيفية طلب المساعدة أو الدعم منك. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفيّة رصد معالم المراهقة المبكرة.
يخشى أن أخيب ظن الآخرين وخاصة أنت
قد يكون الخوف الأكبر لمراهقك هو أنهم قد يخذلونك. أحد أصعب الأشياء بالنسبة للمراهق هو الذهاب إلى والديه عندما يرتكب خطأ أو خيارًا سيئًا. رؤية وسماع والشعور بخيبة الأمل منك أو من شخص يهتم به هو سبب وجيه لعدم رغبة المراهقين في التحدث.
التنبؤ برد فعل أو استجابة سلبية من قبلك
سيتنبأ معظم المراهقين بكيفية استجابة والديهم لهم عندما يريدون تأكيد أنفسهم أو طلب شيء ما أو التعبير عن رأيهم أو التعبير عن مشاعرهم. إذا كانت ردودك عادة ما تقود إلى النقد أو الصراخ أو الحكم أو العقاب، فسيلاحظ ابنك المراهق أن الصمت سيؤدي إلى عواقب أقل من التحدث.
الكثير من الأسئلة
قد يكون سبب منطقي آخر لعدم رغبة ابنك المراهق في التحدث هو أنه لا يريد أن يتم استجوابه. ربما في التجارب السابقة عندما كان ابنك المراهق منفتحًا معك، تم مقابلتهم بالكثير من الأسئلة. الكثير من الأسئلة يمكن أن تردع ابنك المراهق عن التحدث. بالنسبة للمراهق، يمكن أن يجعله القصف بالأسئلة يشعر بالشك أو عدم الجدارة بالثقة.
الشعور بأنكِ لا تثقين به
بالنسبة لبعض المراهقين، يختارون عدم التحدث لأنهم يشعرون أن والديهم لا يثقون بهم. يتضمن الحديث شرح وجهة نظرهم، والضعف، وإثبات قضيتهم، وتوضيح الموقف، وطلب الدعم. إذا كان الآباء يفكرون في الأسوأ عن مراهقهم أو ببساطة لا يصدقونهم عندما يحاول ابنك المراهق التعبير عن وجهة نظرهم، فقد يفكر ابنك المراهق، “لماذا أهتمّ بالتحدث؟ إنهم لا يثقون بي على أي حال.”
كيف أتعامل مع ابني المراهق
من المرجح أن يتحدث المراهقون إذا لم يحصلوا دائمًا على محاضرة
في بعض الأحيان يحتاج فقط إلى شخص ما للاستماع. فيما يتعلق بالصداقات والفتيات وعادات عمله المدرسي، بصورة شخصيّة، أكافح من أجل مشاركة مقدار ما أعرفه عن هذه الموضوعات ببساطة لأنني كنت هناك بنفسي، وعشتُ المرحلة بحذافيرها.
إنه لا يبحث دائما عن النصيحة
هناك أوقات يحتاج فيها أطفالنا فقط إلى الاستماع إليهم. إذا كانوا يريدون النصيحة، فمن المحتمل أن يسألوا. لا بأس إذا فعل الأشياء بشكل مختلف عني. يحتاج إلى العثور على ما يناسبه. وأفضل طريقة له للعمل على ذلك هي تجربة بعض الأشياء وتعديل أفعاله وفقا لذلك. إلى جانب ذلك، من المحتمل جدًا أنه إذا تعاملت مع شيء ما بطريقة معارضة، فإنه يشعر بالحاجة إلى فعل العكس تمامًا.
أعطه تحذيرات
بدلًا من إجراء محادثة عميقة دون إشعار، سيقوم ابنكِ المراهق بعمل أفضل بكثير إذا كان لديه القليل من الوقت للتحضير والتفكير في حقيقة أنه يريد التحدث والتواصل معكِ. اذكري شيئًا قبل أن يخرج من الباب لهذا اليوم مثل، “دعنا نتحدث في وقت لاحق الليلة بعد العشاء”، هذا التنبيه يعمل العجائب. ستحتاجين أيضًا في هذه المرحلة إلى إيجاد كيفيّة حل مشكلة التنمر في المدرسة
حاولي ألا تصبحي عاطفية جدًا
هذا صعب جدًا بالنسبة للعديد من الأمهات. نحن مخلوقات عاطفية وعندما يتعلق الأمر بأطفالنا، فإن بعض الموضوعات تؤثر علينا بعمق. عندما نناقش شيئا خطيرًا حقًا، أو نعاقب الابن المراهق، يجب ألا نرفع صوتنا أو نبكي، وهو تحد كبير، ولكن من المرجح أن يتحدث إذا لم نظهر الكثير من المشاعر.
برأيي الشّخصي كمحرّرة، التّعامل مع الأبناء في فترة المراهقة يتطلّب صبرًا ووعيًا من الوالدين، كما ويجب عليهم أن يضعا نفسيهما في مكان المراهق وعدم الحكم عليهم من المستقبل (فترة الرشد والبلوغ). يجب أن نتذكّر أنّنا خضنا هذه المرحلة بمصاعبها وكنا بحاجة دائمًا إلى طرف يفهم ما نمرّ به. فلنكن هذا الطّرف بالنّسبة إلى أولادنا حتّى تمرّ أفعوانية المراهقة بسلام وأقلّ أضرار ممكنة.