تعتبر مرحلة المراهقة من أكثر المراحل العمرية أهمية وتأثيرًا على حياة الإنسان؛ حيث تشهد هذه الفترة تغيرات فسيولوجية وسلوكية كبيرة. وتبدأ هذه المرحلة عادةً من عمر12 إلى 19 عامًا، وهي الفترة الانتقالية بين الطفولة والرشد.
وخلال هذه المرحلة، يمر المراهق بتطورات نفسية واجتماعية وعاطفية كبيرة، حيث تتشكل هويته وشخصيته وتتبلور قيمه وميوله وآماله المستقبلية. وهذا ما يجعل هذه الفترة من أكثر الفترات حساسية في حياة الإنسان.
كيفية التعامل مع ابنك أو ابنتك في مرحلة المراهقة؟
وبحسب ما يقوله الدكتور علاء الغندور استشاري التأهيل النفسي والسلوكي، إن التعامل مع المراهقين أمر حساس للغاية، فالمراهق طفل بمشاعر رقيقة، وتؤثر عليه أصغر الأفعال وأبسط الأقوال، لذا وجب على الأهل الانتباه لكيفية التعامل معهم؛ حيث يتطلب لتربية المراهقين الكثير من الصبر.
كما يجب أن يتحلى الأهل بالمعرفة حول تربية مرحلة المراهقة، لتنشئة فرد قادر على التعامل مع المجتمع بطريقة صحيحة ودون مخاوف أو أن تتحكم العقد النفسية بقراراته وطريقة تعامله مع الآخرين.
تحديات كبيرة لأبنائك في فترة المراهقة
وأشار الغندور، إلى أن التغيرات السريعة والمتلاحقة التي يمر بها المراهق تجعله في حاجة ماسة إلى الدعم والتوجيه من قبل أسرته ومجتمعه. فالمراهق في هذه الفترة يواجه تحديات كبيرة تتطلب منه التكيف والتأقلم مع التغيرات الجسدية والنفسية التي يشهدها.
دور الأسرة في تعزيز ثقة المراهق بنفسه
واستكمل، أن الآباء هم أكثر الناس قدرة على مساعدة المراهق في هذه المرحلة الحساسة من حياته؛ حيث إن دور الأسرة أساسي في تعزيز ثقة المراهق بنفسه وتوجيهه نحو الطريق الصحيح، مؤكدًا أن تكون الأسرة ملتزمة بتقديم الدعم النفسي والعاطفي له وتشجيعه على التعبير عن مشاعره وآرائه دون خوف أو تردد.
دور الآباء والأمهات تجاه الأبناء في مرحلة المراهقة
أكد الغندور، ضرورة أن يكون الآباء والأمهات قدوة حسنة لأبنائهم في هذه المرحلة، فعليهم أن يُظهروا لهم السلوكيات الإيجابية والأخلاق الحميدة التي يريدون أن ينعكس أثرها على أبنائهم، مضيفًا أنه يجب عليهم أيضا أن يكونوا متفهمين لما يمر به أبناؤهم من تغيرات وتحديات، وأن يتعاطفوا معهم ويساعدوهم على التعامل مع هذه المرحلة بنجاح.
وبالإضافة إلى دور الأسرة، فإن على المجتمع أيضا أن يضطلع بمسؤولياته تجاه المراهقين، من خلال توفير البرامج والأنشطة التي تساعدهم على تنمية مواهبهم وقدراتهم، وتوجيههم نحو السلوكيات الإيجابية. كما يجب على المجتمع أن يكون داعما ومشجعا لهم، ويزيل العقبات التي قد تعترض مسارهم نحو النجاح والتطور.