سن المراهقة للبنات يكون غالبًا مرحلة دقيقة جدًّا تتطلّب مُساندة للفتاة ومرافقتها خلال هذه الفترة من التغيّرات المُختلفة.
تُعتبر المراهقة مرحلة الحياة التي تقع بين الطفولة والبلوغ، ووصفتها مُنظّمة الصحة العالميّة بأنّها “فترة حاسمة لبناء أسس الصحّة الجيّدة للفرد ومرحلة فريدة من مراحل نموّه”. يختلف سنّ المراهقة بين الفتيات والصبيان، فنلاحظ أنّ الفتاة تكبر قبل الصبيّ. تبدأ بشكل عام بين 9 و19 عامًا، ويمرّ خلالها المراهق بفترة نمو بدني ومعرفي ونفسي اجتماعي سريع، الأمر الذي يؤثّر على شعوره وطرق تفكيره والتعامل مع العالم من حوله.
مراحل المراهقة الأربعة لدى البنات
تبدأ المراهقة لدى البنات عادةً بين سن التاسعة والحادية عشرة، بالتغيّرات الجسديّة والعقليّة التي تُميّز هذه الفترة وتمهّد الطريق لنضج الفتاة والمساعدة على انتقالها من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ.
ومع أنّ توقيت هذه التغيّرات يختلف بين فتاة وأخرى باختلاف العوامل الوراثيّة، البيئيّة والصحيّة، إلّا أنّ هناك أربع مراحل رئيسيّة للمراهقة لدى البنات، وهي:
مصدر الصورة: Freepik
المرحلة الأولى: بداية المراهقة
تبدأ هذه المرحلة والمُراهقة بشكل عام بسنّ التاسعة لدى بعض الفتيات وصولًا الى سنّ الـ11 لدى البعض، وقد تتأخّر أكثر في حالات مُعيّنة، وتتّسم هذه الفترة ببداية حدوث تغيّرات جسديّة وأبرزها:
- بدء تطور الثديين، وهي من أوّل علامات المراهقة.
- ظهور علامات مبكرة للنمو: مثل زيادة في الطول وتغيير في شكل الجسم، اثر تأثير الهرمونات على الجسم.
المرحلة الثانية: مرحلة النضج المبكر
وتتميّز هذه الفترة، التي تبدأ بين 11 و13 عامًا، بتغيّرات جسديّة وصحيّة واضحة أكثر، ومنها:
- حصول الدورة الشهريّة الأولى وتُعتبر العلامة الأبرز لبدء مرحلة البلوغ لدى الفتاة.
- التغيرات الجسدية: زيادة الدهون في مناطق محدّدة من الجسم، كالوركين والفخذين، بالإضافة الى استمرار نموّ الثديين.
- ظهور ونموّ الشعر غير المرغوب فيه في مناطق مختلفة من الجسم كالإبطين والعانة.
المرحلة الثالثة: النضج المستمرّ
تبدأ الفتاة بين سنّ الـ13 والـ16 بالتعامل مع الأمور بنضج نوعًا ما، وأبرز ما يحدث خلال هذه الفترة:
- تواصل النموّ الجسدي: استمرار تغيّرات شكل الجسم وتوزيع الدهون.
- النمو العاطفي والاجتماعي: تصبح الفتاة أكثر وعيًا للمشاعر إذ تبدأ بتجربة مشاعر أكثر تعقيدًا وتُصبح أكثر حساسيّة تجاه العلاقات الاجتماعيّة والضغوط المحيطة بها، كما تحاول استكشاف هويتها الشخصيّة.
المرحلة الرابعة: النضج الكامل
في هذه المرحلة، الممتدّة بين 16-18 سنة بشكل عام، نُلاحظ تغيّرًا ملحوظًا لدى الفتاة التي أصبحت تُعتبر ناضجة في مختلف النواحي:
- النضوج الجسدي الكامل: في هذه المرحلة يكون النموّ الجسدي لدى الفتاة قد اكتمل عادةً.
- النضج العاطفي والعقلي: تزداد قدرة الفتاة على التفكير النقدي والمجرّد، وتطوّر هويّتها الشخصيّة المُستقلّة.
تحديات سنّ المراهقة للبنات
يُمكن أن يُشكّل سنّ المراهقة فترة مليئة بالتحديات للفتاة، خاصّةً وأنّها تتعرّض لكل التغيّرات الجسديّة، العاطفيّة والاجتماعيّة التي ذكرناها سابقًا. ومن أبرز هذه التحديات التي قد تواجهها الفتاة في هذه المرحلة:
- القلق أو عدم الارتياح للتغيّرات الجسديّة والمظهر الخارجي، كظهور علامات البلوغ، خاصّة في ظل تأثير وسائل الإعلام ومعايير المجتمع.
- الحيرة والازعاج الذي قد تُسبّبه الدورة الشهريّة، خاصّةً إذا لم يتمّ تحضير الفتاة لها بشكل جيّد واعطائها المعلومات الكافية.
- التقلبات المزاجيّة الناتجة عن التغيّرات الهرمونيّة قد تُسبب مشاعر الاكتئاب والقلق للفتاة، ومشاكل نفسيّة أخرى لدى المراهقات.
- الشعور بالضياع نتيجة البحث عن الهويّة الشخصيّة والاستقلاليّة.
- مواجهة الضغط الاجتماعي الذي يفرض في بعض الحالات الحاجة إلى التوافق مع معايير الجمال أو التصرف بطرق معيّنة.
- صعوبة بناء علاقات جديدة، كالصداقات والعلاقات العاطفيّة، وتطوير مهارات التواصل والتعامل مع المشاكل.
مصدر الصورة: Freepik
نصائح لمرافقة ابنتك خلال هذه المرحلة
كما ذكرنا سابقًا، قد تُشكّل هذه الفترة تحديًّا لابنتك التي تمرّ بها ولك أيضًا، لذا من المهم أن تُرافقيها خلال مرحلة المراهقة ويتطلّب ذلك فهمًا ودعمًا مستمرًّا لها. نقدّم لك في ما يلي بعض التوجيهات التي قد تساعدك في دعم ابنتك في هذه المرحلة الحاسمة:
- ثقّفي ابنتك صحيًّا وأخبريها عن التغيّرات الجسديّة والنفسيّة التي تمر بها. واطّلعي على الأمور التي عليك تعليمها لطفلتك قبل مرحلة البلوغ.
- أظهري لها حبّك وتفهّمك ودعمك غير المشروط لها، حتى في أوقات الغضب.
- استمعي لها بإنصات من دون الحكم أو التدخّل، وشجّعيها على التعبير عن مشاعرها وأفكارها عن طريق اظهار اهتمامك بما تشاركه معك.
- تصرّفي بطريقة تعكس القيم التي ترغبين أن تتبناها ابنتك، لتكوني قدوة لها.
- ساعديها على تعلمّ مهارات التواصل الفعّال وطرق التعامل مع الضغوط الاجتماعيّة.
- امنحي ابنتك مجالاً لتطوير استقلالها واتخاذ القرارات الخاصّة بها، مع توفير الإرشاد والتوجيه عند الحاجة.
- ساعديها على بناء ثقتها بنفسها عبر تطوير مهارات جديدة وتحقيق أهدافها.
- كوني صبورة ومتفهّمة لتقلباتها المزاجيّة وداعمة لها. تعرّفي في هذا السياق على كيفيّة التعامل مع المراهقة.
- شاركي مع ابنتك بالأنشطة التي تستمتع ما يُعزّز العلاقة بينكما، وشجّعيها على القيام بالأنشطة التي تشعرها بتحقيق الذات.
- ابحثي عن مساعدة من مختصين إذا لاحظتي أي مشكلات تتعلق بسلوك وصحّة ابنتك النفسيّة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، من الضروري توفير الدعم العاطفي والتوجيه الملائم لابنتك في مرحلة المراهقة، ويُمكنك بإظهار الحب والتفهم والمرونة، مساعدتها على اجتياز المرحلة بنجاح وبدون الكثير من التحدّيات. وتذكّري عزيزتي أنّ هذه الفترة هي فرصة لتطوير علاقة عميقة مع ابنتك، تُساعدها على التطوّر والنموّ، وتفتح المجال لتعبّر لك عن مشاعرها وتستشيرك في مشاكلها. ويُمكنك الاطّلاع على متى تنتهي المراهقة؟