هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل مع وجود الدورة؟ إذ تعتبر بعض النساء أنّه في حال كنّا يُرضعن أطفالهنّ، لن يحصل حمل، فهل الأمر مؤكّد؟
تتفاوت المعتقدات حول امكانيّة حدوث الحمل في فترة الرضاعة الطبيعيّة، ولكنّ الأمر بالتأكيد يختلف وفق عدّة عوامل من امرأة الى أخرى. فبعضهنّ لا تعود الدورة لديهنّ بعد الولادة إذا كنّ يقمن بإرضاع أطفالهنّ طبيعيًّا، والبعض لا تعود دورتهنّ منتظمة كالسابق، في حين أنّ نسبة لا بأس فيها أيضًا تعود الدورة الشهريّة لديها والحيض كما في السابق بعد الولادة على الرغم من الرضاعة الطبيعيّة. فما هي الأسباب التي تؤدّي الى الحمل أو عدم الحمل بالتزامن مع الرضاعة الطبيعيّة؟
الرضاعة الطبيعيّة تمنع الحمل؟!
بعكس ما يظنّ البعض، من الممكن حدوث حمل أثناء الرضاعة الطبيعيّة. وتعود الدورة الشهريّة بعد الإنجاب وفق الوتيرة الخاصّة لجسم كلّ امرأة، وتختلف فترة انقطاع الطمث بعد الولادة من امرأة إلى أخرى، باختلاف عوامل عدة مثل عمر المرأة ومدة الإرضاع ومدى اعتماد الطفل على الرضاعة، ففي حين لا تعود طيلة فترة الرضاعة الطبيعيّة لدى البعض، أي لعدة أشهر، من الممكن أن تعود بعد وقت قصير من الولادة لدى نساء أخريات. لذلك ينصح الأطبّاء الأمّهات الجدد باستخدام وسائل منع الحمل بعد الولادة حتّى في حال الرضاعة الطبيعيّة.
تعرّفي على فوائد الرضاعة الطبيعيّة للأمّ والطفل.
نسبة حدوث حمل مع الرضاعة
يمكن أن تشكّل الرضاعة الطبيعيّة “وسيلة قصيرة المدى” لمنع الحمل لدى بعض النساء وفي حالات معيّنة فقط وبشروط محدّدة، أي أنّ احتمال الحمل يكون أقلّ من إثنين في المئة في حال توفّرت هذه الشروط مجتمعة، وفق ما أشار الموقع الالكتروني لمكتب صحّة المرأة في وزارة الصحّة الأميركيّة:
- لم تبدأ الدورة الشهريّة لدى الأم بعد الولادة.
- ما زال الرضيع بعمر ما دون الستّة أشهر.
- تغذّي الأمّ طفلها من الرضاعة الطبيعيّة مباشرة من الثدي حصرًا.
أسباب عدم حدوث الدورة والحمل أثناء الرضاعة الطبيعيّة
من المستبعد عادةً حدوث إباضة خلال الثلاث أشهر الأولى بعد الولادة وبداية الرضاعة الطبيعيّة، ولكن ترتفع نسبة حدوث الإباضة بعد ذلك.
خلال عمليّة الرضاعة الطبيعيّة، يحدث لدى بعض النساء ما يُسمّى بـ”الإباضة غير الدوريّة”، وهي حالة طبيّة تتمثل بحدوث الإباضة من دون نزول الدورة الشهريّة. فبعد الولادة والبدء بالرضاعة الطبيعيّة يرتفع هرمون الحليب بالدم بشكل كبير ما يؤدّي إلى توقّف عمليّة الإباضة طبيعيًّا، ولكن تبدأ هذه المستويات بالانخفاض التدريجي مع الوقت والتقليل من الرضاعة. ومع انخفاضها، قد تحصل الإباضة قبل نزول الدورة الشهريّة للمرّة الأولى بعد الولادة. وتتراوح نسبة حدوث الإباضة قبل نزول الدورة الأولى بعد الولادة بين 12 و78 في المئة، ما يؤدّي الى امكانيّة حدوث الحمل قبل أن يأتي الحيض الأوّل بعد الولادة لأنّه في حال حدوث الإباضة غير الدوريّة تكون المرأة غير مدركة لحدوث إباضة لديها.
تغيّرات الدورة الشهريّة مع الرضاعة الطبيعيّة
من الممكن أن يؤثّر البدء بالرضاعة الطبيعيّة بعد الولادة مباشرةً على توقيت عودة الدورة الشهريّة، كما من الممكن حدوث الحيض مرّتين في الشهر أثناء الرضاعة أو نزول دم بشكل متقطّع خلال الرضاعة. ويُعدّ ارتفاع هرمون البرولاكتين، المعروف بـ”هرمون الحليب”، من أبرز أسباب عدم انتظام الدورة الشهريّة بعد الولادة نتيجة تأثيره على عمليّة التبويض. إضافة الى ذلك، ثمّة عوامل مختلفة أخرى تؤثّر على انتظام الدورة خلال الرضاعة الطبيعيّة وأهمّها:
- طريقة استجابة الجسم للتغيّرات الهرمونيّة الحاصلة.
- عدد مرّات ومدّة إرضاع الطفل طبيعيًّا، وما إذا كان يأخذ حليبًا صناعيًّا أيضًا.
ولدى عودتها، قد تكون الدورة الشهريّة غير منتظمة بالتزامن مع الرضاعة الطبيعيّة، وتشمل تغيّراتها:
- حدّة نزيف الدورة الشهرية الذي يصبح أشدّ.
- وتيرة نزول الحيض التي قد تصبح مرّتين في الشهر بدل مرّة واحدة أثناء الرضاعة.
- زيادة مدّة الدورة الشهريّة الى أكثر من 7 أيام أحيانًا.
- ملاحظة بقع دمّ بأوقات متفرّقة.
بالإضافة الى العوامل الطبيعيّة التي قد تؤدّي الى عدم انتظام الدورة خلال الرضاعة الطبيعيّة، هناك عوامل أخرى كمشاكل صحيّة قد تؤدّي الى ذلك، لذلك يجب دائمًا استشارة طبيبك المتابع، ومن بينها:
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
- تليّف الرحم.
- التهاب الحوض المعروف بمرض الحوض الالتهابي.
عوارض الحمل خلال فترة الرضاعة الطبيعيّة
هناك بعض العلامات التي قد تدلّ على الحمل خلال فترة قيامك بالرضاعة الطبيعيّة، ومن أكثر هذه العلامات شيوعًا:
- تغيّرات في حليب الثدي وقلّة انتاجه، فيصبح شكله كالماء ذات لون فاتح.
- تصلّب وظهور كتل على الثديين.
- نزول بقع من الدّم اثر زراعة الجنين.
- كثرة الحاجة للتبوّل والشعور بالتعب.
- الشعور بالغثيان والقيء.
- نموّ حجم الرحم.
برأيي الشخصي كمحرّرة، قد تؤثّر الرضاعة الطبيعيّة على حدوث الحمل، إذ أثناء الرضاعة، قد يحدث انخفاض في مستوى الهرمونات التي تحفزّ الإباضة، ما يقلّل من احتماليّة الحمل. ولكن في حال وجود الدورة، ترتفع نسبة حدوث الحمل، لذلك لا يمكن اعتبار الرضاعة وسيلة موثوقة لمنع الحمل. فإذا كنت ترغبين في منع الحمل بشكل فعّال، من الأفضل استخدام وسائل منع الحمل المناسبة لك بعد استشارة طبيبك.
اليك بعض النصائح للتعامل مع مشاكل الرضاعة الطبيعية الشائعة.
