لما ياسين لما ياسين 09-08-2024
ماهو الفطام

ماهو الفطام ؟ سؤال يطرحه العديد من الأمهات والآباء عندما يقترب أطفالهم من عمر معين يتطلّب الانتقال من الرضاعة الطبيعيّة أو الصناعيّة إلى تناول الأطعمة الصلبة، فالفطام هو عمليّة حيويّة في نموّ الطفل، تتضمّن تغييرًا تدريجيًا في النظام الغذائي وانتقاله من الاعتماد الكلّي على الحليب إلى تناول مجموعة متنوّعة من الأطعمة الصلبة، وهذا لا يقتصر فقط على التغيير في التغذية، بل يشمل أيضًا تغييرات في الروابط العاطفيّة والتواصل بين الأمّ وطفلها، ممّا يجعلها مرحلة حاسمة في حياة كلا الطرفين.

ias

في هذا المقال، سنقدّم نظرة شاملة على مفهوم الفطام، بدءًا من تعريفه مرورًا بالمراحل المختلفة التي يمرّ بها الطفل خلال هذه الفترة، كما سنناقش العمر المثالي الذي يجب أن يحدث فيه الفطام، والصعوبات التي قد تواجهها الأم، وأخيرًا سنقدّم نصائح وتوجيهات تساعد في ضمان تحقيق هذه المهمّة بطريقة صحيّة وآمنة لكلّ من الطفل والأم.

العمر الذي من المفترض أن يحدث فيه الفطام

ماهو الفطام ؟ الفطام هو عمليّة طبيعيّة يجب أن تحدث في الوقت المناسب لكلّ طفل، ولكن متى يكون هذا الوقت المثالي؟ الإجابة ليست ثابتة، حيث يعتمد العمر المثالي للفطام على عوامل متعدّدة، بما في ذلك تطوّر الطفل الشخصي، وحاله الصحيّة، واستعداده النفسي.

امرأة مبتسمة ترضع طفلها من ثديها
السنّ المناسبة للفطام

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن الرضاعة الطبيعية الحصرية يجب أن تستمر حتى عمر ستة أشهر، يليها إدخال تدريجي للأطعمة الصلبة مع استمرار الرضاعة حتى عمر السنة على الأقل، ومع ذلك، يمكن أن تستمر هذه العمليّة بعد السنة الأولى بناءً على رغبة الأم والطفل.

يجب أن يتمّ الفطام بشكل تدريجي ومنظم بحيث يتناسب مع احتياجات الطفل النفسيّة والجسديّة، فقد يظهر بعض بعض الأطفال استعدادًا للفطام في وقت مبكر، بينما قد يحتاج آخرون إلى فترة أطول، لذا من المهمّ أن تأخذ الأمّ في اعتبارها الإشارات التي يقدّمها الطفل، مثل الاهتمام بالأطعمة الصلبة أو امتناع الطفل عن الرضاعة تدريجيًا.

ولمعرفة المزيدمن التفاصيل حول توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال يمكنك زيارة موقع المعاهد الوطنية لصحة الطفل والتنمية البشرية (National Institutes of Child Health and Human Development Development (.gov)) والاطّلاع على مقالة نُشِرَت عام 2017 تحت عنوان “What is weaning and how do I do it?” من خلال الضغط هنا.

مراحل الفطام المختلفة والصعوبات فيها

ماهو الفطام وما هي مراحله؟ الفطام هو عمليّة تدريجيّة تمرّ بمراحل مختلفة، ولكلّ جزء فيها تحدّياته الخاصّة التي قد تتطلّب من الأم التكيّف مع احتياجات الطفل:

امرأة تحمل رضيعها بسعادة وتنظر إليه وهي جالسة على الأرجوحة
مختلف مراحل وقف الرضاعة

المرحلة الأولى: التعرّف على الأطعمة الصلبة

تمثّل هذه المرحلة بداية تجربة الطفل مع الأطعمة الصلبة، حيث يبدأ في تذوّق كميّات صغيرة منها بجانب الرضاعة، وعادةً ما يُنصح ببدء هذه المرحلة بتقديم أطعمة خفيفة وسهلة الهضم، مثل الفواكه المهروسة أو الخضروات المطبوخة، والهدف هنا ليس الاستبدال الفوري للرضاعة، بل تعريف الطفل بتجارب غذائية جديدة تضاف إلى الحليب، وفي هذه المرحلة، قد يواجه صعوبة في التكيّف مع الأطعمة الجديدة، ممّا قد يتطلّب من الأمّ الكثير من الصبر، حيث قد يكون متردّدًا في البداية، ولكن من المهمّ تقديم الأطعمة بشكل مرح وتحفيزي من دون إجبار.

المرحلة الثانية: وقف الرضاعة تدريجيًا

بعد أن يعتاد الطفل على تناول الأطعمة الصلبة بجانب الرضاعة، يمكن للأمّ البدء في تقليل جلسات الرضاعة بشكل تدريجي، والهدف هنا هو تعزيز اعتماده على الأطعمة الصلبة كجزء أساسي من نظامه الغذائي، لذا من المهم أن تتمّ هذه الخطوة ببطء، بحيث لا يشعر الطفل بالإجبار أو القلق.

عادةً ما تكون هذه المرحلة صعبة من الناحية النفسيّة للأم والطفل على حدٍّ سواء، فقد يشعر الطفل بالارتباط العاطفي بالرضاعة، ممّا يجعله يواجه صعوبة في تقبّل التغيير، ولهذا السبب، يُفضّل أن يتمّ وقف الرضاعة تدريجيًّا مع تقديم مزيد من الأطعمة المحبّبة له.

المرحلة الثالثة: الفطام الكامل

الفطام الكامل هو المرحلة التي يتوقف فيها الطفل تمامًا عن الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، والتي يعتمد خلالها بشكلٍ كامل على الأطعمة الصلبة والسوائل الأخرى مثل الحليب الصناعي أو العصائر، ولكن قد تكون هذه المرحلة هذ الأصعب على الإطلاق، حيث يتطلّب الأمر من الأمّ التحلّي بالكثير من الصبر والتفهّم أنّ الطفل قد يواجه تحدّيات نفسية نتيجة الانفصال عن الرضاعة، وقد يحتاج إلى تعويض عاطفي كبير من خلال التلامس الجسدي، الاحتضان، والاهتمام الشخصي من الأم، فلعناق الأطفال فوائد غير محدودة.

نصائح وتوجيهات تضمن الفطام بطريقة صحيّة

الفطام، كأيّ عملية نموّ أخرى، يتطلّب توازنًا بين الجانب العاطفي والجانب الصحي، لذا سنقدّم لكِ بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الأمهات على إتمامها بنجاح في ما يلي:

طفل رضيع نائم تحمله والدته ويضع يده على صدرها
طرق أساسيّة لنجاح الفطام
  1. التدرّج في الفطام: الفطام التدريجي هو الأسلوب الأكثر أمانًا وأقلّ توترًا للطفل، فمن خلال تقليل عدد جلسات الرضاعة تدريجيًا، يمكنه التكيّف ببطء مع التغيير بدون أن يشعر بالإجبار.
  2. مراقبة ردود فعل الطفل: خلال الفطام، يجب على الأمّ أن تكون حريصة على مراقبة ردود فعل طفلها، فإذا أظهر علامات القلق أو الانزعاج، يجب التوقّف مؤقتًا والعودة للرضاعة لفترة قصيرة قبل المحاولة مرة أخرى.
  3. تعزيز الروابط العاطفيّة: الفطام لا يعني الانفصال العاطفي، لذا يجب أن تعوّض الأم طفلها عن فقدان الرضاعة بتعزيز الروابط العاطفية الأخرى، مثل التلامس الجسدي، اللعب، والاحتضان.
  4. تقديم بدائل غذائية جذابة: من المهم أن تُقدّم الأم لطفلها بدائل غذائية جذّابة ومغذية تساعده على التكيف مع الفطام، فتنويع الأطعمة وتقديمها بطرق مبتكرة يمكن أن يجعل هذه التجربة أكثر قبولًا بالنسبة له.
  5. طلب المساعدة عند الحاجة: إذا كانت الأم تواجه صعوبة كبيرة في عمليّة الفطام، يُفضّل أن تستشير طبيب الأطفال أو خبير في تغذية الأطفال للحصول على النصائح المناسبة لحال طفلها الخاصّة.

إذًا ماهو الفطام ؟ هو ليس مجرد عمليّة انتقال من الرضاعة إلى الأطعمة الصلبة، بل هو رحلة تربويّة ونفسيّة تتطلّب من الأمّ والطفل التعاون والتفاهم المتبادل، وعلى الرغم من الصعوبات التي قد تواجه الأم خلال هذه المرحلة، إلّا أنّ اتّباع النصائح العلميّة والتدريج في التطبيق يمكن أن يسهم في جعل هذه العملية أكثر سهولة وصحّة لكلا الطرفين. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أفضل طريقة لفطام الطفل عن الرضاعة الطبيعيّة.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّه يجب أن يُنظَر إلى الفطام كجزء من رحلة الأمومة، وليس نهاية للعلاقة بين الأم وطفلها، فالفطام الناجح هو ذلك الذي يحترم حاجات الطفل ويعزّز من استقلاليته، وفي الوقت نفسه يحافظ على الروابط العاطفية القويّة بين الأم وطفلها، بمعنى آخر يجب أن يمثّل فرصة لتقوية العلاقة بين الأم والطفل من خلال تعزيز الروابط العاطفية بطريقة جديدة، مبنية على الثقة والتفاهم المتبادل.

الأمومة والطفل الأم والرضيع الرضاعة الرضاعة الصناعية الرضاعة الطبيعية العناية بالطفل الفطام الفطام التدريجي تغذية الأطفال رعاية الأطفال مراحل الفطام نصائح الفطام نصائح للأمهات

مقالات ذات صلة

الحمل أثناء الرضاعة
اعراض الحمل اكتشفي أبرز عوارض الحمل أثناء الرضاعة
هل تختبرين هذه الأعراض؟
لماذا ينهار روتين النوم عند الرضع؟
صحة الرضيع لماذا ينهار روتين النوم عند الرضع؟
لماذا ينهار روتين النوم عند الرضع؟
الطفل في الشهر الثالث-2
الرضاعة أسباب عدم رضاعة الطفل في الشهر الثالث
ان استمرت المشكلة، راجعي الطبيب!
أفضل حليب للرضع يشبه حليب الأم
الأمومة والطفل إليكِ أفضل حليب للرضع يشبه حليب الأم ويحتوي خصائصه
آمن ومُغذّي لطفلك!
استفراغ الرضيع كمية كبيرة بعد الرضاعة
صحة الرضيع أسباب استفراغ الرضيع كمية كبيرة بعد الرضاعة
كلّ ما تودّين معرفته!
أم وطفلها في صورة جميلة
الأمومة والطفل تأثير الأمومة على أجسام النساء: تغيرات لن تخطر على بالك
اليك التفاصيل
طرق تجشؤ الرضيع
صحة الرضيع تعرّفي على طرق تجشؤ الرضيع بعد شرب الحليب
كلّ ما تودّين معرفته!
متى ينشف الحليب بعد استخدام حبوب منع الحمل
الأمومة والطفل متى ينشف الحليب بعد استخدام حبوب منع الحمل؟
ليس كما تعتقدين!
عصبية الرضيع
الرضاعة إليك أسباب عصبية الرضيع أثناء الرضاعة وطريقة التعامل معه
هكذا تتصرفين مع عصبية طفلك أثناء الرضاعة!
رضيع يبكي بشدة
نوم الرضيع سبب بكاء الرضيع الهستيري وكيفية التحكم بهذه الحالة
انتبهي من الحفاضات المليئة بالبراز
هل الحلاوة تزيد من حليب الأم
الأمومة والطفل سؤال اليوم: هل الحلاوة تزيد من حليب الأم؟
لا دراسات علمية تجيبنا عن هذا السؤال، ولكن...
بالفيديو، هكذا يرى رضيعك وجهك منذ الولادة حتى عمر السنة
الأم والرضيع بالفيديو، هكذا يرى رضيعك وجهك منذ الولادة حتى عمر السنة
معلومات شيقة

تابعينا على