سنكشف لكِ عن عوارض أنيميا الفول عند الأطفال حديثي الولادة في هذا المقال الجديد على موقعنا، والذي سنعرض من خلاله الأضرار المحتملة التي تُهدّد صحّة الرضيع في حال المعاناة من هذه المشكلة، كما سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات للوقاية من الإصابة بأحد أمراض الأطفال الشائعة التي تتطلّب تدخّلًا طبيًّا.
تُعدّ أنيميا الفول، أو نقص إنزيم الجلوكوز-6-فوسفات ديهيدروجيناز (G6PD)، من أكثر الأمراض الوراثية انتشارًا، خاصّةًً في مناطق معينة من العالم مثل الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. يؤثر هذا النقص الإنزيمي على قدرة خلايا الدم الحمراء على التعامل مع الإجهاد التأكسدي، ممّا يؤدي إلى تكسيرها وتدميرها، ويُعتبر الفهم العميق لهذا المرض والتعرف على عوارضه وطرق الوقاية منه أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة الأطفال حديثي الولادة.
العلامات التي تدّل على إصابة الرضيع بهذه المشكلة
قد تظهر أنيميا الفول عند الأطفال حديثي الولادة بأشكال متعدّدة، وقد تكون العوارض طفيفة أو شديدة بناءً على مدى نقص الإنزيم والتعرض لمسببات الإجهاد التأكسدي، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
- اليرقان: اليرقان هو اصفرار الجلد والعينين، وهي علامة شائعة بين الأطفال حديثي الولادة، لكنّه يكون أكثر شيوعًا عند المصابين بأنيميا الفول، ويحدث هذا بسبب تراكم البيليروبين، الناتج عن تكسير خلايا الدم الحمراء.
- تغير لون البول: يصبح لون البول داكنًا نتيجة لتحلّل خلايا الدم الحمراء وارتفاع نسبة البيليروبين في الدم، وقد يشير هذا إلى تكسير مفرط لخلايا الدم الحمراء.
- الإرهاق والضعف العام: يعاني الأطفال المصابون من الإرهاق والضعف نتيجة لنقص الأكسجين الذي تحمله خلايا الدم الحمراء، فهو قد يؤدي إلى ضعف عام وعدم القدرة على الرضاعة بشكل جيد، لذا قد تشعرين أن طفلك مرهق جدًا ويشعر بالتعب.
- صعوبة في التنفس: قد تظهر صعوبات في التنفس بسبب نقص الأكسجين، وقد يكون التنفس سريعًا أو غير منتظم.
- تضخّم الطحال: في بعض الحالات، قد يحدث تضخّم في الطحال نتيجة لتزايد عمله في إزالة خلايا الدم الحمراء التالفة.
الأضرار المحتملة لإصابة الرضيع بهذه المشكلة
إنّ إهمال أنيميا الفول عند الأطفال حديثي الولادة وعدم التعامل معها بشكل صحيح يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
- فقر الدم الحاد: يحدث نتيجة لتحلل عدد كبير من خلايا الدم الحمراء بشكل سريع، مما يؤدي إلى نقص حاد في الهيموجلوبين، بالتالي الإصابة بنقص الدم الحاد.
- التأثيرات العصبية: يمكن أن يؤثّر نقص الأكسجين على الجهاز العصبي، ممّا يؤدي إلى تأخّر في النمو العقلي والحركي، وقد يعاني الطفل من نوبات تشنّج أو صعوبة في التعلّم لاحقًا.
- تلف في الكبد: إنّ زيادة تحلل خلايا الدم الحمراء يضع ضغطًا إضافيًا على الكبد للتعامل مع تراكم البيليروبين، ممّا قد يؤدّي إلى تلف في الكبد.
- زيادة خطر العدوى: إنّ الأطفال المصابون بنقص G6PD يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بسبب ضعف جهاز المناعة، ممّا يتطلّب عناية طبيّة فائقة لتجنّب مواجهة المضاعفات.
طرق الوقاية الموصى بها
للوقاية من مضاعفات أنيميا الفول عند الأطفال حديثي الولادة، هناك عدة خطوات يمكن اتباعها،لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أهمّها، وتشمل:
- الفحص الدوري: يُنصح بإجراء فحص دوري لإنزيم G6PD لجميع المواليد الجدد، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض، فهذا يمكن أن يساعد الكشف المبكر في تجنب التعرض لمسببات العوارض.
- التغذية السليمة: يجب تجنب تقديم الأطعمة التي قد تحفز تحلّل خلايا الدم الحمراء، مثل الفول وبعض أنواع البقوليات الأخرى عندما يُصبح الطفل قادرًا على تناول الأطعمة الصلبة.
- تجنب الأدوية الضارة: هناك قائمة من الأدوية التي يجب تجنبها لأنها قد تحفّز تحلّل خلايا الدم الحمراء لدى الأطفال المصابين بأنيميا الفول، لذا يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل إعطاء الطفل أي دواء.
- الرضاعة الطبيعية: يجب تشجيع عمليّة الرضاعة الطبيعية لأنّها تعزّز مناعة الطفل وتقلّل من مخاطر الإصابة بالعدوى، وذلك لأنّ الحليب الطبيعي يحتوي مغذّيات ضروريّة لضمان نموّ الطفل والحفاظ على صحّته العامة.
- التوعية والتثقيف: من المهم توعية الأهل بكيفية التعامل مع المرض وفهم العوارض وكيفية تجنب المحفزات، لذا يجب تقديم معلومات كافية لهم حول كيفيّة التعامل مع حالات الطوارئ وتجنّب تقديم الأطعمة والأدوية المحظورة.
تعتبر أنيميا الفول من الأمراض الوراثيّة التي تتطلّب وعيًا وتفهّمًا من قبل الأهل والأطباء، لذا فإنّ إجراء التشخيص المبكر واتباع النصائح الوقائية يمكن أن يجنّب العديد من المضاعفات الخطيرة المرتبطة بهذا المرض، إذًا إجراءالفحص الدوري، تقديم التغذية السليمة، وتجنب تقديم الأدوية الضارة، والحفاظ على الرضاعة الطبيعية، جميعها خطوات حيوية تساهم في ضمان الحفاظ على صحّة وسلامة الأطفال المصابين بأنيميا الفول.
من خلال التوعية والتثقيف، يمكن للأهل أن يؤدّوا دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة أطفالهم وضمان حياة صحية ومستقرة لهم، وهذا غلى جانب الحفاظعلى تنظيم زيارات للطبيب المختصّ كلّ فترة، بالإضافة إلى استشارته قبل اتّباع أيّ نصيحة أو توجيهات، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن علامات المرض عند الاطفال حديثي الولادة.
