تستخدمين اللهاية لأنك تظنين أنها تهدّئ صغيرك وتمنحه شعورًا بالأمان؟ قد تكونين محقة جزئيًا. ولكن، هل تساءلت يومًا عمّا تخبّئه هذه القطعة الصغيرة من مخاطر؟ في الظاهر، قد تبدو لكِ اللهاية وسيلة فعّالة لإنهاء نوبة بكاء أو تهدئة طفل في وقت النوم. لكن خلف هذا الهدوء تكمن مشاكل صحية خطيرة تهدد سلامته.
تبدأ صحة طفلك من التفاصيل الصغيرة. ومع أن اللهاية جزءٌ شائع في حياة الرضيع، إلا أنّ استخدامها الخاطئ يحوّلها إلى مصدر عدوى متكررة. لا تستهيني أبدًا بما قد تحمله من جراثيم. خاصّةً وأنّ مناعة الرضيع لا تزال ضعيفة وهشّة. ما يجعله عرضةً أكثر من غيره للإصابة بالتهابات متكررة قد تؤثر على نموّه وصحته.
اللهاية: مغناطيس للجراثيم والبكتيريا
تلامس اللهاية الأرض، يضعها أحد غير الطفل في فمه، تُترك مكشوفة في الحقيبة أو على الطاولة.. جميعها مواقف بسيطة تمرّ في يومكِ العادي، لكنها تفسح المجال أمام آلاف البكتيريا للتراكم على سطح اللهاية. وهنا تكمن الخطورة: لأنك حين تعيدينها إلى فم الطفل دون تعقيم، فإنك تسمحين للجراثيم بالوصول مباشرة إلى جهازه المناعي.

أثبتت دراسات طبية منشورة في Pediatrics Journal أن اللهايات غير المعقمة تحتوي نسبًا عاليةً من البكتيريا الممرضة، منها Streptococcus وStaphylococcus، التي قد تسبب التهابات فموية وأذنيّة وأمراض في الجهاز الهضمي.
أبرز المضاعفات الصحية المرتبطة باللهاية
١. التهابات الأذن الوسطى
حين يستخدم الطفل اللهاية بشكل متكرر، تزداد نسبة إصابته بالتهاب الأذن الوسطى بنسبة تصل إلى 33%، حسب ما جاء في دراسة فنلندية نُشرت في British Medical Journal. السبب يعود إلى التغييرات التي تطرأ على ضغط الأذن ونقل البكتيريا من الفم إلى الأذن عبر قناة استاكيوس.
٢. الفطريات والالتهابات الفموية
اللهاية الملوثة تخلق بيئة مثالية لنمو الفطريات مثل Candida albicans. ما يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء مؤلمة في فم الطفل، تُعرف باسم “السُلاق الفموي”. كما يمكن أن تتسبّب في التهابات لثوية مبكرة يصعب علاجها لاحقًا.
٣. مشاكل في نمو الأسنان والفكين
إنّ الاستخدام المطوّل والمفرط للهاية يغيّر طريقة إغلاق الفم ويؤثر على نمو الفكّين. تظهر النتائج لاحقًا في صورة أسنان بارزة أو فك غير متناظر. خاصّةً إذا استمر الطفل باستخدام اللهاية بعد عمر السنتين.
٤. اضطرابات هضمية متكررة
حين تلامس اللهاية الملوثة فم الطفل، تدخل الجراثيم إلى جهازه الهضمي مباشرة. هذا الانتقال يؤدي إلى اضطرابات مثل الإسهال، أو آلام البطن، أو حتى التسمم الغذائي في بعض الحالات، خاصّةً عند الرُضَّع الذين يرضعون طبيعيًا فقط.
نصائح ضرورية لحماية طفلك
اغسليها بعد كل استخدام
لا تؤجلي التنظيف. كل مرة يستخدم فيها طفلك اللهاية، عليك أن تغسليها جيدًا بالماء والصابون، ثم تعقّميها بماء مغلي أو في جهاز التعقيم الخاص بالأطفال.
لا تسمحي بمشاركتها
حتى لو كان بين الإخوة، لا تسمحي لطفلين باستخدام اللهاية نفسها. تنتقل الفيروسات والفطريات بسهولة بين الأطفال، وقد يحمل أحدهم عدوى غير ظاهرة بعد.
افحصيها بانتظام
راقبي أي تشققات أو تغيّر في اللون أو الملمس. هذه العلامات تعني أن اللهاية أصبحت بيئة خصبة للبكتيريا ويجب التخلص منها فورًا.
اختاري الوقت المناسب للفطام منها
بعد عمر السنتين، يجب أن تبدئي بالتقليل من استخدامها تدريجيًا. استشيري طبيب الأطفال حول الطريقة الأنسب لفطام طفلك عنها من دون أن يشعر بالحرمان أو القلق.
خزّنيها بطريقة صحيحة
لا تتركي اللهاية مكشوفة. احفظيها في علبة مخصصة ونظيفة، ولا تضعيها مباشرةً في حقيبة اليد أو على الأسطح المكشوفة.
أنتِ المسؤولة الأولى عن صحة صغيرك. وقد تبدو لكِ اللهاية قطعة بريئة تُستخدم لراحة الطفل، لكنها في الحقيقة تحتاج إلى وعي مستمر ونظافة دقيقة. لا تهملي التفاصيل الصغيرة التي قد تتحوّل إلى مخاطر صحية جسيمة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن هذا الطعام الذي تتناولينه والذي قد يُبكي رضيعكِ ساعات متواصلة!