كلّ أمّ تُرضع طفلها تعيش لحظات قلق عند كلّ بكاء مفاجئ ومتواصل، وخصوصًا عندما يستمرّ لفترة طويلة من دون سبب واضح. تتساءلين دائمًا: هل هو جائع؟ هل هو متعب؟ أم أن ما أكلتِه أنتِ هو السبب؟ هذا القلق يتضاعف عندما يبدأ المغص، ويتحوّل بكاء الطفل إلى نوبة لا تهدأ ولا تُسكت. ممّا يجعلك تفكّرين بالذهاب إلى الطوارئ، فقط لأنكِ لم تربطي بين طعامكِ وتلك الأوجاع الصغيرة في بطنه.
ولذلك، في هذا المقال، نُقدّم لكِ كل ما تحتاجين معرفته عن الأطعمة التي تسبّب المغص عند الرضّع، خاصة بعد الشهر الثالث. ستكتشفين كيف تؤثّر مكونات معيّنة في غذائكِ على حليبكِ، وبالتالي على راحة طفلكِ. كما سنرشدكِ إلى بدائل آمنة وخطوات بسيطة لحماية صغيركِ من الألم والمغص.
أولًا: العدس غير المجروش
حين تأكلين العدس غير المطحون أو غير المجروش، تزداد نسبة الغازات في جهازكِ الهضمي، وهذا ينعكس مباشرة في الحليب. جسم الرضيع الصغير لا يستطيع التعامل مع هذا النوع من المركّبات، فيتجمّع الهواء في بطنه، ويبدأ بالبكاء المتواصل. لذلك، امتنعي عن هذا النوع من العدس، وخصوصًا في الأشهر الأولى من عمر طفلكِ.

ثانيًا: البقوليات الثقيلة
الفول، والحمّص، والبازلاء تعتبر من المسبّبات الأساسيّة للغازات عند الأم، ممّا يجعل الطفل يعاني من نوبات مغص مؤلمة بعد كل رضعة. رغم أنّ هذه الأطعمة مغذّية، إلا أنّ توقيتها ضروريّ جدًا. لا تتناوليها قبل أو بعد الرضاعة بساعات قليلة، بل اجعليها في يوم تكونين فيه قد خزّنتِ حليبًا مسبقًا، لتفادي أيّ تأثير سلبي مباشر على طفلكِ.
ثالثًا: بعض الخضار
تُعَدّ بعذ الخضار مثل الملفوف والزهرة من أكثر المسبّبات للغازات، ليس فقط للرضيع، بل حتى للبالغين. الرضيع لا يستطيع التعبير عن الألم، لذلك يبدأ بالبكاء لساعات طويلة من دون توقّف. كلّما شعرتِ أن طفلكِ يبكي بطريقة هستيريّة من دون سبب، تذكّري إذا كنتِ قد أكلتِ أيّ نوع من هذه الخضار في اليوم ذاته.
رابعًا: البصل والثوم
البصل والثوم يحتويان مركّبات كبريتية قويّة تُمرّر إلى الحليب وحساسية معدة الرضيع. قد تبقى هذه المركّبات في جسمكِ لساعات طويلة بعد تناولها. لذلك، لا تستهيني بكميّات صغيرة من البصل أو الثوم في طبق السلطة، لأنّ النتيجة قد تكون ساعات من البكاء والانتفاخ المؤلم.
خامسًا: البرغل
رغم أنّ كثيرين يعتقدون أنّ البرغل يزيد من إنتاج الحليب، إلا أنه في الحقيقة يسبّب الغازات للرضيع. خاصّةً إن تمّ تناوله بكمّيات كبيرة، أو ضمن أطباق مثل التبولة أو الكبة النيّة. كثيرًا ما يقع الأمهات الجدد في فخّ النصائح التقليدية، ولكن التجربة أثبتت أنّ البرغل ليس دائمًا الخيار المثالي.
سادسًا: المشروبات الغازيّة والكافيين
كل مشروب يحتوي غاز أو كافيين، كالمشروبات الغازية والقهوة، يؤثّر مباشرة على معدة طفلكِ. الكافيين يُنشّط الجهاز العصبي، وقد يسبّب الأرق للرضيع، في حين تُساهم الغازات في التأثير على أمعائه. استبدلي هذه المشروبات بماء دافئ مع شريحة زنجبيل أو يانسون، لتحافظي على راحتكِ وراحة طفلكِ في آنٍ معًا.
سابعًا: الوجبات الغنيّة بالدهون والزيوت
حين تتناولين الأطعمة المقليّة أو المليئة بالدهون، مثل البطاطا المقلية أو الشاورما أو المعجنات الثقيلة، تنعكس هذه الدهون في تركيب حليبكِ وتُبطئ من عملية الهضم لدى الرضيع. بطؤ الهضم يسبّب الانتفاخ والمغص، ويؤدي إلى بكاء غير مفسَّر.
كيف تتصرّفين عند نوبة بكاء؟
حين يبدأ الطفل بالبكاء ولا يهدأ، اسألي نفسكِ فورًا: ماذا أكلتُ خلال آخر 6 ساعات؟ متى بدأت العوارض؟ هل هناك أي تغيير في غذائي المعتاد؟ هذه الأسئلة تساعدكِ على الربط بين غذائكِ وبكاء طفلكِ، وتُجنّبكِ زيارة غير ضروريّة للطوارئ.
في النهاية، لا تتجاهلي تأثير طعامكِ على طفلكِ الرضيع، فكل لقمة تدخل فمكِ تنتقل بطريقة أو بأخرى إلى جسده الصغير. راقبي غذاءكِ، ودوّني الأطعمة التي لاحظتِ بعدها مغصًا عند طفلكِ. اسألي دائمًا، واطلبي النصيحة من طبيبتكِ أو من أمّهات مجرّبات. فحليبكِ هو غذاءه، وراحته هي مسؤوليّتكِ. تذكّري، أنّ الحذر البسيط في طبقكِ اليوم يحمي طفلكِ من ساعات من الألم غدًا. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعرضنا لكِ نظام غذائي للمرضعة يحتوي أفضل الأكلات لحليب أكثر فائدة لطفلك!