مصدر الصورة: Image by cookie_studio on Freepik
هل شعرت يومًا أن دورتك الشهرية تعبث بعقلك؟ حسنًا، وجدت دراسة جديدة أن الأمر كذلك ، وفيما يلي أشاركك بتفاصيلها.
في الحقيقة، يمكن للتقلبات في مستويات الهرمونات خلال الدورة أن تعيد تشكيل الدماغ، وذلك وفقًا لدراسة صغيرة أجريت على 30 امرأة. في التفاصيل، حصل الباحثون على بيانات عن التغيرات الدماغية لدى المشاركات طوال الدورة الشهرية. وأشارت النتائج إلى أن تغيرات الدماغ لا تحدث فقط في أجزاء الدماغ المرتبطة بالحيض، ولكنها أكثر انتشارًا.
في هذا الإطار، كتب الباحثون في تقرير ما قبل الطباعة، والذي لم تتم مراجعته بعد من قبل النظراء: “هذه النتائج هي الأولى التي تشير إلى تغيرات متزامنة على مستوى الدماغ في البنية المجهرية للمادة البيضاء البشرية وسمك القشرية بالتزامن مع إيقاعات الهرمونات التي تحركها الدورة الشهرية”.
في التفاصيل، أجرى الفريق التصوير بالرنين المغناطيسي على كل امرأة خلال ثلاث مراحل الحيض. وفي الوقت نفسه، قام الفريق بقياس مستويات الهرمونات لدى المشاركات. ومع تغير الهرمونات، تغيّر حجم المادة الرمادية والبيضاء والسائل النخاعي أيضًا. ومن المعروف أن المادة البيضاء، وهي شبكة من الألياف التي تنقل المعلومات بين المناطق التي تحتوي على المادة الرمادية، تتحرّك كما تفعل الهرمونات. المادة الرمادية هي نسيج في الدماغ والحبل الشوكي يتضمن الوظائف العقلية والذاكرة والحركة والعواطف.
إذًا، إذا كنت تعانين بانتظام من ضباب الدماغ أو التعب العقلي أو تقلبات المزاج خلال الدورة الشهرية وعلى الأخص خلال المرحلة الأصفرية، والتي ترتبط بالدورة الشهرية، فقد يكون هذا رابطًا فزيولوجيًا محتملًا للسبب. ولأخذ الأمر خطوة أخرى إلى الأمام، من الممكن أيضًا أن تكون هذه التغييرات في الدماغ أحد أسباب تفاقم بعض أنواع حالات الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب، خلال الدورة الشهرية.
في الإطار نفسه، كتب المؤلفون: “إن التقلبات الدورية في هرمونات المحور تحت المهاد والغدة النخامية والغدد التناسلية تمارس تأثيرات سلوكية وهيكلية ووظيفية قوية من خلال الإجراءات على الجهاز العصبي المركزي للثدييات”. “ومع ذلك، لا يُعرف سوى القليل جدًا عن كيفية تغيير هذه التقلبات للعقد الهيكلية وطرق المعلومات السريعة في الدماغ البشري.”
بالعودة إلى الدراسة، قبل فترة الإباضة مباشرة، عندما ارتفاع مستوى 17 بيتا استراديول وهرمون اللوتين، أظهرت المشاركات تغيرات في المادة البيضاء، مما يعني أن أدمغتهنّ كانت تنقل المعلومات بسرعة أكبر من المعتاد. وارتبط الهرمون المنبه للجريب، الذي يرتفع قبل الإباضة لتحفيز بصيلات المبيض، بالمادة الرمادية الأكثر سمكًا. كما ارتبط هرمون البروجسترون، الذي يرتفع بعد الإباضة، بزيادة الأنسجة وانخفاض كميات السائل النخاعي.
أخيرًا، لم يبلّغ الباحثون عن العواقب الوظيفية لهذه التغيرات الدماغية، بل قاموا بتوثيقها فقط. لكنهم كتبوا أن التغييرات التي وجدوها يمكن أن يكون لها “آثار على التغيرات التي يحركها الهرمون في السلوك والإدراك”. نعم إنّ تأثير الدورة الشهرية على جسم المرأة كبير! ومع ذلك، من الواضح أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، ولكن النتائج هي خطوة مبكرة في تمهيد الطريق لمزيد من الفهم حول كيفية تأثير الدورة الشهرية على الصحة العقلية للمرأة.