هل تنضمين إلى مجموعات الأهل على مواقع التواصل الأجتماعي؟ تابعي في مقالتنا هذه قراءة الدراسة التي تشير إلى السلبيات والإيجابيات.
يمكن أن تكون تربية الأطفال الصغار أمرًا مرهقًا، وبخاصةٍ للأمهات الجدد. في الحقيقة، عندما رُزقت بطفلي الأول، حيرني الكم الهائل من المعلومات. لذا، لجأت إلى مجموعات الأهل على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على الإجابات، وبخاصّةٍ على فايسبوك. ومع ذلك، في كثير من الأحيان أجد نفسي أكثر توترًا نتيجة لذلك.
كل المعلومات المتضاربة، والنقد اللاذع العرضي الذي أجاب به الناس على أسئلتي، كل ذلك جعلني أرغب في إغلاق الصفحة. وأتت الدرايات لاحقًا لتشرح ما كنت أشعر به من إيجابيات وسلبيات حيال انضمامي الى مجموعات الأهل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. وأتت نتائج دراسة كنت قد قراءتها على النحو التالي:
الجانب المجهد لمجموعات الأهل على وسائل التواصل الاجتماعي
درس الباحثون من كلية Seaver College في جامعة Pepperdine التفاعل بين الإجهاد ومجموعات الأمهات على وسائل التواصل الاجتماعي. ركز الباحثون على أدلة على وجود الكورتيزول في لعاب الأمهات بعد التفاعل مع مجموعات الأبوة والأمومة على وسائل التواصل الاجتماعي. كانت النتائج مذهلة. كلما زاد الوقت الذي تقضيه الأمهات في هذه المواقع، ارتفعت مستويات الكورتيزول لديهنّ، مما يشير إلى زيادة التوتر.
هذه الدراسة، التي قادتها الباحثات لورين أمارو، وناتاريا ت.جوزيف، وتيريزا دي لوس سانتوس، استطلعت 47 أمًا استخدمن مجموعات الأبوة والأمومة على وسائل التواصل الاجتماعي للعثور على المعلومات. أجرين دراستهنّ على مدى أربعة أيام، واختبرن الكورتيزول الموجود في لعاب الأمهات ثلاث مرات في اليوم.
والمثير للدهشة أن المجموعة وجدت أن مستويات الكورتيزول كانت أقل عندما شعرت هؤلاء الأمهات أنه بإمكانهن “الحكم” على الأمهات الأخريات بشأن كيفية تربية أطفالهنّ. ترتبط هذه المقارنات الاجتماعية “الطبيعية” بضغط أقل لأنها تجعل الأمهات يشعرن بتحسّن تجاه الأبوة والأمومة.
أوضحت لورين أمارو، أستاذة اتصالات مشاركة وإحدى المؤلفات الرئيسيات للدراسة، أن تجاربها الخاصة مع مجموعات الأهل عبر الإنترنت كانت الحافز لهذا البحث. عندما أصيب طفلها بالأكزيما، طلبت الدكتورة أمارو المساعدة من مجموعات الأبوة والأمومة، لكنها اكتشفت أنها شعرت بالوحدة أكثر عند قراءة التعليقات السلبية حول الطرق المختلفة التي تعاملت بها الأمهات مع الإكزيما.
يمكن أن يؤدي الكم الهائل من وجهات النظر المتضاربة إلى حدوث ارتباك للأمهات، وبخاصّةٍ عندما تستحوذ الخرافات على المعلومات الواقعية. كما يمكن أن تكون هذه المجموعات مليئة بالأحكام السامة حول أنماط الأبوة والأمومة، وقد أرادت الدكتورة أمارو وزميلاتها التعمق لمعرفة كيف يؤثر ذلك على الجسم.
مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي مفيدة للأهل الجدد؟
في الحقيقة، ليست كل مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي للأهل سيئة. يمكن أن تكون أماكن رائعة لمصدر المعلومات، ولإيجاد تفاعل شخصي، وبخاصّةٍ خلال فترة الحجر جراء انتشار فيروس كورونا.
تقول الدكتورة أمارو في هذا الإطار: “مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي عبارة عن حقيبة مختلطة”. إنها تقدم فوائد إيجابية. وتشرح بشكل خاص، للأسئلة التي تريد الأمهات طرحها ولا يحتاجن بالضرورة إلى طبيب أطفال.
تضيف الدكتورة: “الفائدة الأكبر لمجموعات الأمهات هي المعلومات. ولكن عندما يدخل عامل الخرافة عليها تظهر المواد الأكثر إثارة للجدل، وعدم اليقين يؤدي إلى المقارنة”.
لذا، تضيف الدكتورة روث محذّرة: “لا يزال يتعين على الأمهات استشارة الطبيب والمعالج والمعلم وما إلى ذلك عند اتخاذ القرارات المتعلقة بأطفالهنّ”.
أخيرًا، يمكن أن تكون مجموعات الأهل على مواقع التواصل الإجتماعي مصدرًا رائعًا للمعلومات للأمهات الجدد، ولكن يجب معرفة كيفية التنقل بينها بأمان.