لا يروق لكثيرٍ من الناس الذين يُعانون من وجعٍ ما أن يذهبوا الى الطبيب دون أن يصف لهم هذا الأخير أي دواء. وغالباً ما يعاودون زيارة الطبيب ويكرّرون له سيناريو ما يشكون منه، فيُضطّر الطبيب إلى وصف عقار البلاسيبو لمريضه. فما هو البلاسيبو Placebo، وما هي فائدته؟ في عالم الطب هناك إصطلاح إسمه تأثير البلاسيبو Placebo، ناتج من إعطاء دواء وهمي، وهو في الواقع عبارة عن دواء مختلق مصنوع من مواد غير ضارة. وتشبه حبوب البلاسيبو كثيراً حبوب الدواء الفعلي شكلاً وحجماً، لكنها تختلف عنها في المحتوى، فهي لا تحتوي على أية عناصر فعّالة، ولا أحد يعرف بمضمونها الفعلي عدا الطبيب الذي وصفها. ويكمنُ سر هذا الدواء في تحقيقه الشفاء كونه نابع من داخل الجسم الذي يملك الكثير من المركبات الكيماوية التي يمكنها أن تعزز من عملية الشفاء الذاتي. ووفقاً لدراسةٍ قام بها باحثون أستراليون بتحليل شمل أوراقاً علمية منذ القرن التاسع عشر، تبيّن لهم أن تأثير البلاسيبو على الشخص كثيراً ما يكون مشابهاً لتأثير العلاجات الفعلية ويُساهم في إطلاق آليات الشفاء الطبيعية لديه! هذا ويُستعمل البلاسيبو في الطب النفسي، ففي ببعض الأمراض، خصوصاً الكآبة، إستطاع الأطباء إيصال المصابين به إلى عالم الشفاء بعد تعثّر الأدوية في تحقيق الهدف المطلوب. وهذا ما كشفته دراسة أمريكية من أن الأدوية الوهمية تؤدي بالفعل إلى إحداث تغيرات في أنشطة المخ لدى مرضى الكآبة. كما وجد باحثون أميركيون خلال تجربتهم لأدوية وهمية وأخرى مضادة للكآبة مثل دواء بروزاك وغيره، أن فائدة هذه الأخيرة مبالغ فيها جداً، وأن التحسن المرحلي الملاحظ لدى المرضى الذين يأخذون تلك الأدوية إنّما يرجع إلى التأثيرات النفسية الوهمية وليس إلى التأثيرات الكيماوية للمكونات الداخلة في تركيبها.