في مرحلة من المراحل، سيطرح عليكِ طفلكِ سؤالاً تتمنين لو أنه لم يفعل.
ولعلّ سؤاله الأول عن الموت أو من أين يأتي الأطفال. ولكنه لسوء حظكِ لن يكون الأخير. فمع تقدّم طفلك في العمر، ستلاحظين بأنّ أسئلته قد ازدادت كمّاً وصعوبةً وتعقيداً وإحراجاً! ولكي تكوني لها بالمرصاد، إحرصي على تطبيق التعليمات التالية من "عائلتي":
-
فكّري بحذر في كل سؤال يطرحه عليكِ طفلك. وإن أمكنكِ الإجابة عليه بـ"نعم" أو "لا" أو "لأنه"، اكتفي بهذا القدر وانتظري ردة فعل صغيرك. فإن دفعه فضوله إلى طرح أسئلة إضافية، لا تترددي في الإجابة عليها من دون الشرح المفصل أو الاستطراد.
-
إحرصي على أن تكون إجاباتك مناسبة لعمر صغيرك وقدراته الذهنية. فلو سألك طفلكِ البالغ من العمر ثلاثة أعوام: "من أي يأتي الأطفال"؟ فسيكون عليكِ أن تُجيبي بكل بساطة: "من بطون أمهاتهم". فهذه الإجابة تناسب عمر صغيرك وتُلبّي فضوله. ولكنها قد لا تلبي فضول طفلك البالغ من العمر خمسة أعوام والذي قد يُتبع سؤاله عن الأطفال بآخر، على غرار: "كيف يخرجون من بطون أمهاتهم؟"، وعندئذٍ، سيكون عليكِ أن تُجيبيه بطريقة مبسّطة وصادقة: "يسافر الأطفال عبر قناة الولادة وصولاً إلى المهبل"..
-
تعاملي مع أسئلة طفلكِ بموضوعية وتجرّد، وتلافي صدّها بالضحك والانتقادات الساخرة. فأنتِ لا تُريدينه أن يظنّ بأنّ بعض المواضيع ممنوعة ولا يمكن التحدث بها، كما أنكِ لا تريدين بأن يفقد ثقته بك وبقدرتكِ على أخذ أسئلته على محمل الجد!
-
إن كنتِ لا ترغبين في الإجابة على سؤال طفلكِ فور طرحه، قولي له إنكِ ستفكّرين بإجابة وتعودين إليه بها. المهم ألاّ ترفضي أو تتجنّبي الرد، كي لا يُضطر صغيركِ الى البحث والتقصّي بمفرده، والتوصّل ربما إلى إجابة تفضلين لو أنه لم يحصل عليها أبداً!
-
كوني صادقة مع طفلكِ ولا تُعطيه إجابات قد تُضطرين في وقتٍ لاحق توضيحها أو حتى تبريرها.
باختصار، إعرفي كيف توازنين بين الإجابات الصادقة وتلك الملائمة لعمر طفلك وقدراته، وأخرجي بالإجابات التي ستقدّم له الحقائق بطريقة سهلة وقابلة للاستيعاب، وتزوّده بما يكفي من المعلومات، من دون أن تزوّده بالكثير منها!!
اقرأي أيضاً: كيف تُعزّزين النمو المعرفي لصغيرك؟