عند الشعور بالجوع يلجأ البعض إلى الإفراط في تناول الطعام، دون الإنتباه أحيانا إلى المخاطر التي قد يُسبّبها هذا الإفراط، سواء في التعرض للأمراض أم في زيادة الوزن بشكل كبير.
إخترنا اليوم التحدث عن الطعام إستنادا إلى ما أوصى به رسول الله (ص) عن الطعام والتخمة. عن المقداد بن معد يكرب أنّ النبي (ص) قال: "ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه". ما يعني أنّه يكفي الإنسان "لقيمات" بسيطة ليظلّ على قيد الحياة، فلا تسقط قوَّته ولا تضعف، فإن تجاوزها فليأكل بثلث بطنه، وهذا أنفع للبدن والقلب، لأنّ البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا أورد عليه الشراب ضاق عن النفس، وعرض عليه الكرب والتعب". وهذا ما هو مثبت في الطبّ الحديث: أنّ تناول كمية كبيرة من الطعام تزيد عن طاقة تحمل المعدة يؤدّي إلى "التخمة"، التي تفضي إلى عسر الهضم وكثرة الغازات واحتقان الكبد والتخمة الشديدة، ويمكن أن تؤدي إلى توسع المعدة الحاد الذي يسبب ضغطًا شديدًا على القلب، ما يعيق العود الوريدي إليه، فتحصل عسرة في التنفس واضطراب في ضربات القلب وتسوء حالة المريض وقد تنتهي بالموت في أسوأ الحالات. وبحسب الأطباء فإنّ مرضى القلب يستطيعون أن يعيشوا طويلاً بعيدًا عن المضاعفات الخطيرة، إذا هم اعتدلوا في طعامهم وشرابهم. لهذا: "صوموا تصحّوا"، وقال الرسول (ص) أيضا: "راحة الجسم في قلّة الطعام".