لا يُولد الأطفال وفي داخلهم صندوقٌ مليءٌ بالاستراتيجيات المناسبة لكل مشكلة يمكن أن تعترض سبيلهم، إنما عليهم أن يتعلّموا إيجاد الحلول لكلّ ما يطرأ عليهم في أوانه. وأنتِ كأمّ، عليكِ أن تبذلي ما في وسعكِ لتلقين طفلكِ ما بين عمر الثلاث سنوات والعشر سنوات الطريقة التي ستجعله قادراً على حلّ مشاكله بنفسه. وفي ما يلي بعض الإرشادات البسيطة من "عائلتي":
* نمّي في طفلكِ روح الاستقلالية ودعيه يُدرك أنّه "قادر" وأنّ بإمكانه اتخاذ قراراته بنفسه. وليكن ذلك من خلال تفويضه القيام ببعض المهام. وقد يكون اختيار الملابس بدايةً جيدةً لكِ وله. وما لم يكن هنالك مناسبة معيّنة، شجّعي طفلكِ على ارتداء ملابسه بمفرده كل صباح وتأمّليه يشعر بالفخر بقدرته على الاختيار. إلى ذلك، أطلبي من طفلك أن يُساعدكِ في بعض المهام المنزلية التي تُناسب عمره، على غرار فرز الملابس المتّسخة وتنظيف الطاولة ووضع الألعاب في الأماكن المخصصة لها، إلخ. وفيما يتقدّم طفلكِ في السنّ، علّميه ترتيب سريره وتوضيب ثيابه وإعداد المائدة. ولا تنسي بأن تسأليه رأيه في الطعام مرة في الأسبوع على الأقل وتسمحي له بمساعدتكِ في المطبخ.
* إذ يميل الأطفال الصّغار إلى اتخاذ قرارات تلقائية غير مبنية على الخيارات المطروحة أمامهم، تدعوكِ "عائلتي" إلى تعليم طفلكِ حلّ المشاكل انطلاقاً من طريقة عمل إشارة المرور الضوئية، بكلامٍ آخر، أُطلبي منه أن يتوقّف عمّا يفعله ويأخذ نفساً عميقاً عند الضوء الأحمر. ثم، اسأليه أن يفكّر بحلول محتملة للمشكلة التي يواجهها عند الضوء الأصفر. وعند الضوء الأخضر، حفّزيه على انتقاء الخيار الأفضل والمضي قدماً به. وبالنسبة إلى المشاكل التي تنشأ داخل المنزل، يمكنكِ أن تستعيني بلوحٍ كبيرٍ لتدوّني عليه آراء طفلكِ وآرائكِ وتتناقشا معاً في إيجابيات كل خيار أو رأي وسلبياته.
* لا تُبادري دائماً إلى حلّ مشكلة طفلكِ، إنما اسعي إلى تهدئة روعه وتلقينه كيفية المباشرة بحلّها بنفسه. استعمي إلى افكاره واطرحي اسئلتكِ تباعاً. دعيه يختار الاستراتيجية التي يودّ تجربتها حتى ولو كنتِ متأكدة من أنها لن تُجدي نفعاً. فالتجربة والخطأ هما جزء لا يتجزأ من عملية حلّ المشاكل، والإنسان في الإجمال يتعلّم من فشله بقدر ما يتعلّم من نجاحاته.
* حسّني مهارات طفلكِ في حلّ المشاكل عن طريق الممارسة. وليكن ذلك من خلال طرح مشاكل قد تواجه طفلكِ خلال الأسبوع وتبادل الأدوار معه لحلّها. فبهذه الطريقة ستُظهرين لطفلكِ كيفية الحفاظ على هدوئه واتخاذ الخيارات العميقة، كما ستمنحينه فرصة التفكير بالأمور في جوٍّ هادئ.