هل يجوز ممارسة العادة السريّة لإخماد الشهوة؟ تختلف التوجّهات حول هذا الموضوع بناءً على خلفيات الشخص الثقافيّة، الدينيّة والفرديّة.
الاستمناء أو ما يُسمّى بـ”العادة السريّة” هي عمليّة يقوم خلالها الشخص بتحفيز أعضائه التناسليّة بهدف تحقيق النشوة الجنسيّة عن طريق اللّمس أو التدليك. وقد تكون هذه الممارسة، التي قد يلجأ لها كلّ من الرجال والنساء، جزءًا من الاستكشاف الجنسي للأفراد. ولكنّ هذا الموضوع ما زال يثير اهتمامًا واسعًا، فما هي الأسباب التي تدفع لشخص لممارستها، وما هي تأثيراتها عليه، وهل يجوز ممارسة العادة عند الضرورة؟
دوافع ممارسة العادة السريّة
يُعتبر هدف العادة السريّة عادةً، تحقيق النشوة الجنسية أو الوصول الى ذروة المتعة، عن طريق الشعور بالتقلّصات العضليّة المرافقة. كما قد يمارسها البعض بهدف الشعور بالراحة أو فقط لمجرّد التسلية. ولعلّ أبر أسباب ودوافع هذه الممارسة هي:
- استكشاف الذات: تُعتبر العادة السريّة وسيلة لاستكشاف الجسم لدى البعض واكتشاف رغباته الكامنة والشعور بالراحة الجنسية.
- إخماد الرغبة الجنسيّة: خلال فترة غياب الزوج لمدّة طويلة بداعي السفر أو غيره.
- تخفيف التوتر: يلجأ بعض الأشخاص الى ممارسة العادة كوسيلة للاسترخاء وتخفيف التوتّر والضغط النفسي، فالوصول الى النشوة قد يؤدّي الى تخفيف التوتّر في بعض الأحيان.
- التمتع الشخصي: بعض الأشخاص قد يستخدمون العادة السرية للحصول على المتعة الفرديّة من دون الحاجة إلى وجود الشريك.
مصدر الصورة: Freepik
العادة السريّة من وجهة نظر طبية ونفسيّة
من وجهة نظر طبيّة ونفسيّة، يمكن النّظر إلى العادة السرية كوسيلة للتعامل مع الشهوة والرغبات الجنسيّة، شرط أن تمارس بشكل معتدل وصحي. واليك الآراء العلميّة ونصائح لأخذها بعين الاعتبار:
- من النّاحية الجسديّة: تَعتبر الدراسات الطبيّة ممارسة العادة السريّة نشاطًا آمنًا من الناحية الجسديّة بشكل عام، يقوم به مُعظم النّاس في مرحلة ما من حياتهم. كما تعتبرها ممارسة طبيعيّة وشائعة بين الأفراد من أعمار مُختلفة. ولكن إذا تمّت المبالغة بممارستها، ستؤدّي إلى مشاكل صحيّة جسديّة مثل التهيج أو الألم في بعض الأحيان. ولكنّ هذه الحالات نادرة وغالبًا ما تكون مرتبطة بسلوكيات غير معتدلة.
- من النّاحية النفسيّة: تُشير بعض الأبحاث إلى أن ممارسة العادة السريّة قد تلعب دورًا في تحقيق الاسترخاء والشعور بالراحة. ويمكن أن تساعد العادة السرية في تخفيف التوتر والضغط النفسي. ولكن على الرغم من أنّه يمكن أن يكون لها تأثيرات إيجابيّة على الصحّة النفسيّة إذا كانت تُمارس بشكل معتدل وصحّي، إلّا أنّها قد تؤدي إلى مشكلات نفسيّة إذا أصبحت مفرطة، وقد تسبّب اضرارًا على العقل. إذ لا ينبغي أن تصبح وسيلة للهروب من مشاكل الحياة أو مصدرًا للقلق والضغوط النفسيّة.
وبعض المجتمعات يرون أنه في حالات معينة، قد تكون العادة السرية مقبولة، على الرغم من أنّها غير مُفضّلة، وقد ينظرون إلى الوضع بمرونة أكبر. أبرز هذه الحالات:
- ممارسة العادة كوسيلة لتجنب الوقوع في الزنا والمعاصي، خاصة إذا كانت تُمارس بشكل غير مفرط وبنيّة الحفاظ على النفس، كممارسة العادة أثناء سفر الزوج مثلًا.
- استخدمها كوسيلة للتعامل مع الضغط النفسي أو للحفاظ على الاستقرار العاطفي، أي في الحالات التي تؤثر فيها العادة السريّة على الصحّة النفسيّة أو الجسديّة للشخص.
نصائح يجب أخذها بعين الاعتبار:
- التوازن مع الحياة الاجتماعية: إذا لم تكن ممارسة العادة السريّة متوازنة، قد تؤدّي إلى تأثيرات سلبيّة على الحياة اليوميّة، العلاقات الاجتماعيّة، والعلاقات العاطفيّة. وهنا يُستحسن ترك العادة السریّة.
- الحاجة للتواصل: من المفيد دائمًا البحث عن طرق أخرى للتعامل مع الرغبات الجنسيّة، كتحسين التواصل في العلاقات الزوجية أو استكشاف طرق بديلة للتعامل مع الشهوة.
- استشارة مختصين: إذا كنت تشعرين أنك اعتدت على ممارسة العادة السرية وبدأت تؤثّر بشكل سلبي على حياتك أو صحّتك النفسيّة، قد يكون من المفيد استشارة مختص نفسي أو طبيب لتقديم المشورة بناءً على حالتك.
مصدر الصورة: Freepik
رأي الدين في ممارسة العادة السريّة
تُعتبر “العادة السرية” موضوعًا حساسًا ثقافيًا ودينيًا. وفي بعض المجتمعات، قد يكون هناك تحفظات أو قيود على الحديث عن أو ممارسة العادة السرية.
تختلف الآراء حول هذا الموضوع من وجهة نظر دينيّة وفق المعتقدات الشخصيّة. في أغلب التقاليد الدينيّة، يُنظر إلى العادة السريّة على أنها غير مقبولة أو غير مفضّلة، بينما قد تنظر تقاليد أخرى إليها بشكل أكثر تساهلًا. لذلك من المهم أن يكون لديك معرفة دقيقة بمبادئ دينك وفتاوى علماء الدين المعنيين.
في الإسلام، بشكل عام، لا تجوز ممارسة العادة السريّة. ويَستند في هذا الرأي التقليدي العام إلى بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبويّة الشريفة التي تُشدّد على ضرورة الحفاظ على النفس من الشهوات غير المشروعة وتوجيهها نحو العلاقة الزوجيّة الشرعيّة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، إذا كنت بحاجة إلى مشورة شخصيّة، يُمكنك استشارة مختصين وعلماء دين موثوقين للحصول على نصائح دقيقة تتناسب مع حالتك الخاصّة. فمن المهم أن يتم التعامل مع الموضوع بوعي. اطّلعي، في هذا السياق على البرود الجنسي بعد ترك العادة.
