التغذية قضية محيّرة للغاية.
ففيما يعتبر البعض أنّ الفطور هو أهم وجبات اليوم، وعليه بالتالي أن يكون أكبر هذه الوجبات، يؤكّد البعض الآخر أنّ وجبة خفيفة تفي بالغرض.
ماذا عن عدد الوجبات اليومية؟ هل ينبغي تناول عدّة وجبات صغيرة على امتداد ساعات النهار أم الأفضل الاعتماد على ثلاث وجبات رئيسية متوازنة؟ ما الصواب وما الخطأ؟ وأيّ وجبة هي أكبر وجبات اليوم، والمقصود بالأكبر، الوجبة التي تحتوي على أكبر كمية من المغذيات التي يحتاجها الجسم؟
الحقيقة أن ما من إجابة صحيحة أو خاطئة على الأسئلة أعلاه. فالتغذية مسألة فردية. وكلّ واحدٍ منّا مختلف عن الآخر، ويستقيظ في أوقاتٍ مختلفة عن الآخر أيضاً. كما أنّ لكلٍّ منّا عمله ووظيفته الخاصة.
بعضنا يُمارس التمارين الرياضية، فيما بعضنا الآخر لا يُحرّكُ ساكناً. وعليه، فإنّ لكلٍّ منا حاجته اليومية المحددة من السعرات الحرارية الضرورية لمدّ جسمه بالطاقة والعناصر الغذائية الأساسية.
وصحيح أنّ الأكثرية تميل إلى جعل وجبة الغداء أكبر وجبات اليوم، ولكنّ تحويل هذه الميزة إلى الفطور ينطوي على الفوائد أيضاً. والدليل الى ذلك في الأبحاث التي أكّدت مراراً وتكراراً منافع الفطور الصحية.
فبحسب دراسة أُجريت في العام 2013 على مجموعتين من النساء البدينات استهلكنَ المقدار نفسه من السعرات الحرارية على امتداد 12 أسبوعاً، بفارقٍ واحدٍ ألا وهو توقيت أكبر وجبة في اليوم، تبيّن أنّ الفئة التي اعتادت تناول فطور كبير وعشاء صغيرٍ خسرت عدداً أكبر من الكيلوغرامات.
وانطلاقاً من دراسةٍ أخرى في العام نفسه، تبيّن أنّ تناول فطور كبير غنيّ بالبروتين والدهون الجيدة يُساعد في التحكّم بمعدلات السكر في الدم، ويُخفّف بالتالي من الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية والشعور بالتعب والمزاجية وقلّة التركيز، إلخ.
بالمختصر المفيد وبعد كلّ هذا الشرح، تؤكّد "عائلتي" أنه يجوز لوجبة الفطور أن تكون أكبر وجبات اليوم حتى تمنح الجسم الطاقة والمغذيات اللازمة في الأوقات التي يكون فيها بأمس الحاجة إليها!
اقرأي أيضاً: لا تدعي الحليب يغيب عن فطور أطفالك، قدّميه لهم مع هذه الخيارات الغذائية!