هل تساءلتِ يومًا لماذا تصيب أمراض المناعة الذاتية النساء بنسبة أكبر بكثير من الرجال؟ الحقيقة الصادمة هي أن ٨٠٪ من هذه الأمراض تستهدف النساء. ممّا يعني أنّ جهازكِ المناعي قد يتحول من حامٍ لكِ إلى عدوٍّ يهاجم جسمكِ نفسه. لكن لماذا يحدث ذلك؟ هل السبب بيولوجي بحت، أم أن هناك عوامل أخرى تؤدّي دورًا؟
المسألة ليست وراثية فقط، بل تمتد إلى أسلوب حياتكِ وكيفية تعاملكِ مع نفسكِ والآخرين. هناك أنماط سلوكية شائعة بين النساء المصابات بهذه الأمراض، وقد تكونين واحدة منهنَّ من دون أن تدركي ذلك. اكتشفي كيف يؤثر نمط حياتكِ على صحتكِ المناعية، وما الذي يمكنكِ فعله لحماية نفسكِ.
١- الأولوية للآخرين دائمًا؟ انتبهي لصحتكِ!
إذا كنتِ مِمَّن يضعنَ احتياجات ومشاعر الآخرين فوق احتياجاتكِ الخاصّة، فأنتِ تعرّضين جهازكِ المناعي للضغط المستمر. وبالتالي، إنّ الشعور بالإجهاد العاطفي والتوتّر المزمن يضعف من قدرتكِ على مقاومة الأمراض، ممّا يجعلكِ أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل المناعية. لذلك، تعلّمي أن تمنحي نفسكِ الاهتمام الذي تستحقّينه من دون شعور بالذنب.
٢- هل تحملين كل الأعباء؟ توقفي عن إهمال نفسكِ
دوركِ في العائلة والمجتمع مهمّ، لكن ليس على حساب صحتكِ. غالبًا ما يتحمّل النساء مسؤوليات ضخمة داخل الأسرة، مما يجعلهنَّ يهملنَ أنفسهنَّ تمامًا. عندما تضعين الجميع قبلكِ، فإن جسمكِ يدفع الثمن. لذلك، احرصي على تخصيص وقت لنفسكِ، حتى لو كان بسيطًا، لأنّ الحصول على الراحة هو أمر ضروريّ للحفاظ على صحة جهازكِ المناعي.
٣- اللطف الزائد قد يكون سلاحًا ضدكِ
هل تجدين صعوبة في إظهار غضبكِ أو التعبير عن مشاعركِ السلبية؟ إنّ كبت المشاعر وعدم السماح لنفسكِ بالشعور بالغضب الصحي قد يؤدّي إلى تراكم التوتّر داخلكِ، ممّا يضعف مناعتكِ بمرور الوقت. لذا، لا تخافي من التعبير عن مشاعركِ بطريقة صحية، فذلك يساعدكِ على التخفيف من الشعور بالتوتّر وحماية صحّتكِ.
٤- هل تشعرين أنكِ مسؤولة عن مشاعر الآخرين؟
إذا كنتِ ممَّن يعتقدنَ أنّ إسعاد الآخرين واجب دائم، فذلك قد يجعلكِ تحملين قلقهم وتوترهم معكِ من دون وعي. هذا الضغط المستمرّ يرفع مستويات الكورتيزول في جسمكِ، ممّا يؤدي إلى ضعف المناعة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض. تذكّري أنّ قول “لا” أحيانًا ليس أنانية، بل ضرورة لحماية صحّتكِ الجسديّة والنفسيّة.
الخلاصة: احمي نفسكِ قبل فوات الأوان
أخيرًا، يجب أن تُدركي أنّ المعاناة من أمراض المناعة الذاتية ليست مجرّد مشكلة صحيّة، بل انعكاس لنمط حياتكِ وطريقة تعاملكِ مع نفسكِ والآخرين. عندما تمنحين الأولوية لراحتكِ النفسيّة والجسديّة، فإنّكِ لا تحمين نفسكِ فقط، بل تصبحين أقوى وأكثر قدرة على العطاء. لا تخافي من وضع حدود واضحة، والتعبير عن احتياجاتكِ، والاستماع لجسدكِ قبل أن ينهككِ المرض. صحتكِ تستحق الاهتمام، فلا تهمليها! ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أساليب تُساعدكِ على تغيير نفسكِ في ثلاثة أشهر.