قد تتساءلين دائمًا إذا كان طفلك يحصل على ما يكفي من البروتين، خاصّةً مع كل ما يُقال عن دوره في دعم النمو السليم وتطوير العضلات. البروتين ليس مجرد عنصر غذائي آخر، بل هو حجر الأساس لبناء خلايا الجسم وتعزيز الجهاز المناعي. لكن، هل طفلك بحاجة فعلية لكميات كبيرة من البروتين يوميًا؟ الإجابة أبسط ممّا تتوقّعين، وغالبًا ما يحصل الأطفال على أكثر من حاجتهم اليومية من البروتين من خلال نظام غذائي متوازن.
الحقيقة أن كمية البروتين التي يحتاجها الطفل يوميًا تعتمد بشكل أساسي على عمره، وليس على مستوى نشاطه فقط. لذلك، من المهم أن تتعرفي على الاحتياجات الفعلية لتتجنبي القلق المفرط أو تقديم كميات زائدة قد لا يكون الجسم بحاجة إليها.
كمية البروتين اليومية حسب العمر
وفقًا للتوصيات الغذائية المعتمدة، تختلف كمية البروتين التي يحتاجها الطفل بحسب المرحلة العمرية. إليك الأرقام التي يجب أن تضعيها في اعتبارك:

- من عمر سنة إلى ثلاث سنوات: ١٣ غرامًا يوميًا.
- من أربع إلى ثماني سنوات: ١٩ غرامًا يوميًا.
- من تسع إلى ثلاث عشرة سنة: ٣٤ غرامًا يوميًا.
قد تبدو هذه الكميّات قليلة مقارنةً بما نتخيّله عادةً عن احتياج الجسم للبروتين. لكن، عند النظر إلى النظام الغذائي اليومي لطفلك، ستتفاجئين بمدى سهولة وصوله لهذه الكمية، وأحيانًا تجاوزها، من دون أي تخطيط دقيق أو تركيز مفرط على أطعمة معينة.
أهمّ مصادر البروتين
قد تظنين أن البروتين موجود فقط في اللحوم، والدجاج، والبيض، لكن الحقيقة أن معظم الأطعمة تحتوي نسبًا متفاوتة من البروتين، حتى الخضروات والفواكه. فنصف كوب من البروكلي مثلًا يحتوي غرام واحد من البروتين، بينما تحتوي أونصة واحدة من الجبنة على ٦.٥ غرام. عندما تجمعين هذه الكميات الصغيرة من مصادر متنوعة، ستجدين أنّ طفلكِ يحصل على كفايته وأكثر خلال اليوم.
على سبيل المثال، إذا كنت تقدمين لطفلك وجبات منتظمة من الفطور، والغداء، والعشاء مع بعض الوجبات الخفيفة، فإن كمية البروتين سرعان ما تتراكم. يمكن أن توفّر وجبة طفل صغيرة (Toddler portions) حوالي ٥٠ غرامًا من البروتين في اليوم، وهو تقريبًا ضعف الكمية الموصى بها لعمر ١-٣ سنوات. حتى النظام النباتي، الذي قد تظنين أنه يفتقر للبروتين، يؤمن حوالي ٣٢ غرامًا يوميًا، وهي كمية أكثر من كافية.
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا الذين يتناولون حصصًاأكبر (Child portions)، فإن النظام الغذائي العادي يمكن أن يوفر حوالي ٧٣ غرامًا من البروتين يوميًا. أي أكثر من ضعف احتياج الطفل بعمر تسع سنوات.
هل يمكن أن يحصل طفلك على الكثير من البروتين؟
رغم أن البروتين ضروري، فإن تقديم كميات مفرطة قد لا يكون مفيدًا، بل يمكن أن يشكل عبئًا على الكلى. خاصّةً إذا لم يكن الطفل يشرب كميات كافية من الماء. لكن لا داعي للقلق إذا كان يتّبع يأكل نظامًا غذائيًا متوازنًا، حيث نادرًا ما يصل الأطفال الأصحاء إلى مستويات ضارة من البروتين من خلال الطعام فقط.
ما يهم أكثر هو جودة البروتين وليس كميته. حاولي تقديم مصادر متنوعة، مثل اللحوم الخالية من الدهون، والبيض، والألبان، والبقوليات، والمكسرات، وحتى الخضروات. هذه التشكيلة لا توفر فقط البروتين، بل تمنح طفلك أيضًا الفيتامينات والمعادن الضروريّة للنموّ السليم.
كيف تعرفين أن طفلك يحصل على كفايته؟
إذا كان طفلك ينمو بشكل طبيعي، ولديه طاقة كافية لممارسة نشاطاته اليومية، ولا يعاني من نقص في الوزن أو التعب المفرط، فهو على الأرجح يحصل على كمية البروتين التي يحتاجها. لا تحتاجين إلى حساب كل غرام من البروتين يوميًا، بل يكفي أن تتأكدي من أن نظامه الغذائي متنوع ويشمل الأطعمة الصحية.
في الختام، إنّ الحصول على كمية كافية من البروتين ليس تحدّيًا صعبًا لطفلك، بل يحدث بشكل طبيعي مع التغذية المتوازنة. لا تنشغلي كثيرًا بعدد الغرامات، بل ركزي على تقديم وجبات متنوعة تشمل الحبوب الكاملة، والخضروات، والفواكه، ومصادر البروتين الصحيّة. بهذه الطريقة، تضمنين أن طفلك يحصل على كل ما يحتاجه لنمو سليم وصحي من دون أي قلق. وإذا كنتِ تشكين في وجود نقص أو زيادة، استشيري طبيب الأطفال لتقييم الحال بناءً على مؤشرات النمو والصحة العامة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عند معدّل الحديد الذي يحتاجه طفلكِ.