يُعَدّ نقص الصفائح الدموية للحامل من أبرز التحديات الصحية التي قد تواجهها المرأة خلال أشهر الحمل، لما لهذه المشكلة من تأثير مباشر على صحة الأم وسلامة الجنين في الرحم. فالصفائح الدموية مسؤولة عن تجلط الدم ووقف النزيف، وأي خلل في عددها قد يؤدي إلى مواجهة مضاعفات خطيرة أثناء الولادة أو بعدها.
ولأهمية هذا الموضوع، سنتناول في هذا المقال الأسباب التي قد تقف وراء انخفاض الصفائح الدموية عند الحامل، والطرق الفعّالة والطبيعية لرفع مستوياتها. بالإضافة إلى التعريف بأبرز الفواكه التي تساهم في دعم هذه الخلايا الحيوية. كما سنبرز كيفية التعامل مع هذه الحال.
على ماذا يدل نقص الصفائح الدموية عند الحامل؟
ما يه دلالة نقص الصفائح الدموية للحامل ؟ يعد انخفاض عدد الصفائح الدموية أثناء الحمل مؤشرًا مهمًا يستدعي الانتباه، وغالبًا ما يتم اكتشافه خلال إجراء الفحوصات الدورية. وفقًا لدراسة منشورة في مجلة American Journal of Obstetrics and Gynecology، يُلاحظ أن حوالي 5% إلى 10% من النساء الحوامل يعانين من هذه المشكلة بدرجات متفاوتة.
في معظم الحالات، ينتج نقص الصفائح الدموية للحامل عن “قلة الصفيحات الدموية الحمليّة”. وهي حال حميدة لا تشكّل خطرًا حقيقيًا. إذ يعود عدد الصفائح إلى طبيعته بعد الولادة مباشرة. لكن هناك أسباب أخرى أكثر خطورة يجب الحذر منها، مثل:
- الاضطرابات المناعية: كمرض الذئبة الحمراء أو متلازمة هيلب (HELLP Syndrome).
- مشاكل في الطحال: قد يؤدّي تضخّمه إلى احتباس الصفائح داخله.
- الأدوية: مثل تناول مضادات التشنجات أو بعض المضادات الحيوية.
- نقص التغذية: خاصّة انخفاض حمض الفوليك والفيتامينات الضرورية والأساسيّة لتكوين الصفائح.
ويؤدي هذا الانخفاض إلى ظهور عوارض مثل النزيف المتكرر، وظهور الكدمات بسهولة، ونزيف اللثة أو الأنف. مما يستدعي التدخل الطبي السريع.
كيف أرفع الصفائح الدموية للحامل؟
كيف يمكن علاج نقص الصفائح الدموية للحامل ؟ تتطلّب معالجة نقص الصفائح الدموية للحامل خطة اتّباع علاجية دقيقة تبدأ بتشخيص السبب بدقة، ثم العمل على معالجته وفقًا للحال الصحية لكل سيدة.
1. التغذية العلاجية
يؤدّي النظام الغذائي دورًا أساسيًا في دعم إنتاج الصفائح الدموية. توصي The National Institutes of Health (NIH) بضرورة تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن الأساسية، أبرزها:
- الحديد: لتحفيز نخاع العظم على إنتاج الصفائح، مثل اللحوم الحمراء والكبد.
- حمض الفوليك: ضروري لتكوين الخلايا الجديدة، ويتوفر في الخضروات الورقية والعدس.
- فيتامين B12: لتعزيز صحة الدم ونخاع العظم، ويوجد في منتجات الألبان والبيض.
2. تجنب مسببات الانخفاض
يُوصى بتقليل تناول الأدوية غير الضرورية التي قد تؤثر سلبًا على الصفائح، واستشارة الطبيب قبل استخدام أي مكملات.
3. المتابعة الدورية
يجب على الحامل إجراء تحاليل دم دورية لمتابعة مستوى الصفائح والتدخل الفوري في حال انخفاضها عن الحد الطبيعي، خاصّةً قبل الولادة.
4. العلاج الطبي عند الضرورة
في الحالات الشديدة، قد يوصي الطبيب بالخضوع للعلاج بالكورتيزون أو نقل الصفائح الدموية.
ما هي الفاكهة التي تزيد من الصفائح الدموية للحامل؟
ما هي أنواع الفواكه التي تُعالج نقص الصفائح الدموية للحامل ؟ تؤدّي الفواكه دورًا كبيرًافي دعم صحة الحامل وتعزيز إنتاج الصفائح الدموية. خاصّةً تلك التي تكون الغنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية.
- الرمان: يعتبر من أكثر الفواكه فاعلية في تعزيز المناعة وزيادة عدد الصفائح الدموية بفضل احتوائه الحديد ومضادات الأكسدة.
- البرتقال والحمضيات: غنية بفيتامين C الذي يعزز امتصاص الحديد ويحافظ على صحة الأوعية الدموية.
- الكيوي: يحتوي نسبًا عاليةً من فيتامين K الضروري لتخثر الدم، بالإضافة إلى فيتامين C.
- البابايا الناضجة: بحسب دراسة منشورة في Journal of Medicinal Food، تساهم أوراق البابايا وحتى الفاكهة نفسها في تحفيز إنتاج الصفائح الدموية بشكل ملحوظ.
لذا، يُنصح بإدخال هذه الفواكه ضمن النظام الغذائي اليومي للحامل لتعزيز صحة الدم والوقاية من النزيف.
الخلاصة
في الختام، يُعد نقص الصفائح الدموية للحامل حالة يجب التعامل معها بوعي وحرص شديد، فهي قد تكون حميدة في أغلب الأحيان لكنها قد تشير أيضًا إلى المعاناة من مشاكل صحية أكبر تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا. إذًا، ما نستنتجه أنّ الحفاظ على تغذية متوازنة، وإجراء الفحوصات الدورية، وتجنّب التعرّض لأي مسببات قد تساهم في تدهور الحال، هي خطوات أساسية للسيطرة على هذه المشكلة وضمان الحفاظ على سلامة الأم والجنين في رحمها. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن كيفيّة علاج الضغط للحامل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن نقص الصفائح الدموية للحامل هي مشكلة صحيّة خطيرة يجب ألا يُستهان بها أو ترك علاجها للصدفة. فهذه الفترة الحرجة من حياة المرأة تتطلب مراقبة طبية دقيقة، وحرصًا كبيرًا على اتباع نظام غذائي غني بالعناصر الضرورية. كما أنني أنصح كل سيدة حامل بالتثقيف الذاتي والاطلاع على المصادر العلمية الموثوقة. وذلك لأن المعرفة الدقيقة حول هذا الموضوع هي خط الدفاع الأول لضمان تجربة حمل صحّي للأمّ وجنينها على حدٍّ سواء، وولادة آمنة وسهلة أيضًا.
