يمكن أن تسبّب الخيانة الزّوجيّة مشاكل في أي علاقة، أكثرها أهميّة تزعزع نفسية الزوجة بعد الخيانة. يمكن أن تكون هذه الآثار طويلة الأجل ومدمّرة.
قد تتساءلين عمّا إذا كان بإمكانكِ المضي قدمًا بعد الخيانة أو كيف قد يؤثر ذلك عليك وعلى علاقتكِ بزوجكِ وعلى صحّتكِ العقليّة. فعندما يخونكِ زوجكِ، يمكن أن يكون واحدًا من أصعب الأوقات بشكل لا يصدق في حياتكِ، خاصة إذا لم يكن لديك أي فكرة عمّا كان يحدث. إليكِ كيف تكون نفسية الزوجة بعد الخيانة. ولكن، هل يجوز الدعاء على الزوج الظالم والخائن؟
نفسية الزوجة بعد الخيانة
في ما يلي بعض الطرق التي يمكن أن تؤثر بها الآثار النفسيّة للخيانة على المرأة. يمكن أن يختلف الوقت الذي يستغرقه مرور هذه التجارب، ولكن كوني مستعدّة قد يستغرق الأمر بعض الوقت للتحرُّك خلال هذه المرحلة وتوضيحها.
اللّوم الذّاتي/ كره الذّات
اللّوم الذّاتي هو تأثير شائع جرّاء الخيانة الزّوجيّة.
هل كنتُ السّبب في خيانة زوجي؟ هل كان يجب أن أكون أكثر حماية واستثمارًا وحميمية ومحبّة؟ قائمة الأسئلة لا حصر لها. ولكن هذا هو الواقع، لا يمكنكِ تغيير الماضي، يمكنكِ فقط المضي قدمًا، لذلك إذا وجدتِ نفسكِ تلومين نفسكِ، اسمحِ ببعض الوقت لشفائكِ.
هذا أحد الآثار النفسية للخيانة الذي يمكنكِ الاستغناء عنه ويمكنكِ السيطرة عليه بمجرد تغيير الحديث الذاتي في عقلكِ إلى شيء أكثر إيجابية مثل أنني أستحق الحب والاحترام الذي أحتاجه.
الشّعور بالخسارة
لقد فقدتِ زواجكِ، سواء بقيتِ أو ذهبتِ، لن يكون الأمر كما هو مرة أخرى.
بالتأكيد قد تكون هناك إمكانية لإعادة البناء وإنشاء علاقة مختلفة وقيمة بنفس القدر مع العلاقة نفسها ولكنكِ لن تكوني كالسّابق أبدًا. هذا تأثير نفسي عميق للخيانة ولا يمكنكِ التّحكُّم فيه. ما هي حدود الصبر على الزوج؟
امنحي نفسكِ الوقت والمساحة. عبّري عن غضبكِ وحزنكِ وخوفكِ وشعوركِ بالذّنب، واسمحي لنفسكِ بالحزن. تصالحي مع الموقف من خلال أخذ الوقت للتراجع حتى تتمكني من القيام بذلك بشكل كامل.
وبعد ذلك، عندما تكونين مستعدّةً، سيبدأ كل يوم في أن يصبح أسهل ولأنك أخذت الوقت المناسب، ستجدين أنه من الأسهل بكثير البدء في إعادة دمج حياتكِ مرة أخرى إلى طبيعتها.
الشّعور بالقلق
من المرجّح أن يكون للمشاعر الحادة أو القلقة تأثيرًا نفسيًا كبيرًا على الزّوجة. بعد كل شيء، أنت غير مستقرّة، حياتكِ كلّها معلّقة في التوازن.
والخبر السار هو أن هذا المستوى من القلق له ما يبرره، فأنتِ في وضع غير مستقر وهو ما يسبب القلق. ولكن إذا استمر لفترة طويلة بعد أن استقرّيتِ مرة أخرى، فربما تحتاجين إلى التحقق من ذلك. إليكِ أسباب هجر الزوجة لزوجها ونفورها منه.
انخفاض احترام الذات
عندما نكون في خضم التعامل مع الزوج الذي خان، سنصالح حقيقة أن الشخص الذي أحببته ووثقتِ به واستثمرتِ حياتكِ فيه قد اختار بشكل أساسي شخصًا آخر عليكِ.
ستجدين نفسكِ تتساءلين عما إذا كان يجب أن تكوني أطول أو أقصر أو أكثر انحناء أو أرق إذا فعلت هذا أو ذاك أو، فربما كان من الممكن اختياركِ بدلًا من ذلك.
بعد كلّ ما ذكرناه من آثار نفسيّة، لا تنسي أنّها مجرّد ردّة فعل على خطأ ليس بخطئكِ. لذلك، خذي الوقت الكافي للتّعافي من الخيانة لتعودي أقوى مرّةً أخرى.
هل تستمر الحياة الزوجية بعد الخيانة؟
يمكن أن يكون التعافي من الخيانة أحد أكثر الأوقات تحديًا في الزواج. قد يأتي هذا التحدي بمشاعر مختلطة وعدم يقين. ولكن عندما يعيد الزوجان بناء الثقة، ويتحملان المسؤولية عن أفعالهم، ويحلّان الصراع، ويغفران، فإن العملية قد تعمّق وتعزّز الحب والمودة.
ضعي في اعتبارك هذه الخطوات لتعزيز الشفاء إذا أردتِ الاستمرار في الزواج بعد الخيانة:
- لا تقرّري على الفور: قبل اختيار الاستمرار في الزواج أو إنهائه، خذي الوقت الكافي للشفاء وافهمي ما كان وراء العلاقة.
- استشيري مستشارًا للزواج: اطلبي المساعدة من معالج مرخّص مدرّب على العلاج الزّوجي وذو خبرة في التعامل مع الخيانة الزوجية. يمكن أن تساعد المشورة الزوجية في وضع العلاقة في نصابها الصحيح، وتحديد القضايا التي ربما ساهمت في الخيانة، وتعليم طرق إعادة بناء العلاقة وتعزيزها، والمساعدة في تجنب الطلاق – إذا كان هذا هو الهدف. الطلاق أم الصبر على الزوج: أيّهما يخدم صحّة الأولاد النّفسيّة؟
- احصلي على المساعدة من عدة مصادر: اطلبي الدّعم من الأصدقاء أو أفراد العائلة المتفهمين. قد يكون القادة الروحيون مفيدين أيضًا إذا كان لديهم تدريب في تقديم المشورة الزوجية. قد تكون القراءة عن الموضوع مفيدة. ولكن ليست كل كتب المساعدة الذاتية مفيدة بنفس القدر. اسألي مستشار الزواج أو غيره من المهنيين لقراءة التوصيات.
- استعادة الثقة: ضعي خطة لاستعادة الثقة التي قد تؤدي إلى المصالحة، واتّفقا على جدول زمني. إذا كنت مخطئة، اعترفي بالذنب واطلبي المغفرة. إذا كان زوجكِ مخطئًا، قدّمي الصفح عندما تكونين قادرة. معًا، ابحثا عن التّفاهم.
برأيي الشّخصي كمحرّرة، من المهم الانتباه إلى أفكاركِ الدّاخلية ومحاولة تغيير القصة في عقلكِ في كل مرة تلاحظين فيها أنّكِ تلومين نفسكِ. وتذكّري أنّ فعل الخيانة لستُ مسؤولة عنه، بل إنّه نتيجة قرار زوجكِ بالعبث بحياتكما الزّوجيّة بدون أدنى إدراك للنّتائج.