وكأنّ الذنب الذي تعيشه الأم خوفاً من أن تكون مقصّرة بحق أطفالها لا يكفيها، فيأتي من ينتقدها أو يُسمعها بأنها ضعيفة لمجرّد أنّها احتاجت إلى طلب المساعدة.
نعم، هناك الكثير من المعتقدات والمفاهيم التي تقيّد الأم وتجعلها تعيش عقدة الذنب، بما فيها مفهوم أنّ الأم التي لا تتمكن من اللحاق بمهامها المنزلية هي أم غير صالحة أو أنّ الأم التي تطلب المساعدة هي أم ضعيفة؛ ولكن من قال أن طلب المساعدة هو ضعف؟!
حان الوقت لتصحيح تلك المعتقدات:
- "إنّ الأم التي تطلب المساعدة هي أم لا تملك المؤهلات أو المهارات التي تمكنها من العناية بطفلها".غير صحيح؛ الأم تملك كل المؤهلات ولكنها قد تحتاج أحياناً إلى من تملك الخبرة أو إلى المراجع العلمية التي تساعدها في تلبية احتياجات الطفل بالشكل الأمثل.
- "إنّ الأم التي تطلب المساعدة هي أم فقدت السيطرة على موقف معين". غير صحيح؛ لا تولد الأنثى أماً بالفطرة كما يُقال وبالتالي لا بدّ لها من طلب المساعدة في مواقف جديدة عليها.
- "إنّ الأم التي تطلب المساعدة هي أم ضعيفة لا تثق بنفسها أو بقدراتها". على العكس، إنّ طلب المساعدة يتطلّب قوة؛ والأم التي تطلب المساعدة هي أم حريصة على تقديم الأفضل لطفلها.
الأمومة هي أصعب وظيفة في العالم، ولكن على عكس الوظائف الأخرى، قد لا يكون هناك من يدرّبك في البداية أو يسهل عليك الطريق لاستلام مهامك الوظيفية… فوظيفتك باختصار هي العناية بمولودك الجديد (الذي تجهلين طرق تعبيره عن احتياجاته)، أضف إلى ذلك أنها وظيفة بدوامٍ كامل! لذلك،لا تترددي أبداً في طلب المساعدة؛ إنّه حقك الطبيعي لا سيّما إذا كنت أم للمرة الأولى.