في إحدى المرّات، تفاجأت بمجموعةٍ من الفتيات المراهقات اللواتي كنّ يتحدّثن عن حاجتهن إلى تعلّم كيفية الطهي والغسيل والتنظيف إذا أردن أن يصبحن أمهات صالحات.
فتوقفت، مقاطعةً إياهنّ بالقول: "عذراً، إنّ الطهي والغسيل والتنظيف هو جزء من المهام التي نتعلمها عندما نصبح بالغات، ولكنّها ليست الأشياء التي تصنع الأمومة". ولكنّي سرعان ما فهمت سبب تفكيرهنّ هذا؛ إنّه باختصار الشعور بالذنب الذي رافق أمهاتهن عندما لم يتمكنّ من اللحاق بواجباتهن المنزلية.
كم مرّة نسمع فيها أمّهات يقلن: "لست أم جيّدة، لم أتمكّن من تنظيف غرفة الجلوس أو لم أتمكّن من تنظيف الزجاج أو من إزالة البقع عن الكنبة"… ولكن، متى كانت الأمومة مرتبطة بالمهام أو الواجبات المنزلية التي يُمكن لأيّ شخصٍ القيام بها؟! نعم، حان الوقت لتفصلي بين دورك كأم وبين دورك كربّة منزل!
إنّ نجاحك كأم لا يرتبط بالواجبات المنزلية!
يُمكن لأي فرد من عائلتك المساعدة في العناية بالطفل بما في ذلك زوجك، كما يُمكنك توظيف مدبّرة منزلية لتنظيف المنزل، ولن يغيّر ذلك من حقيقة كونك أمّاً.
وحتى لو لم تكوني أماً، فعليك كشخص بالغ أن تحضري الطعام، تنظفي منزلك، وتغسلي الملابس.
لم تتمكني من غسل الملابس في الوقت المناسب؟ لا يجعلك ذلك أماً سيئة. الأم الصالحة هي الأم التي تحب طفلها، تحاول ان تعلّمه القيم والمبادئ والأمور التي تجعله الشخص السعيد والناجح في حياته، هي الأم التي تقلق على طفلها، تمضي الوقت معه، تخطّط لمستقبله، وأكثر من ذلك بكثير.
بغض النظر عما إذا كنت أفضل مدبرة منزل في العالم أو لا، هذا لا يجعل منك أم جيّدة أو أم سيّئة، علاقتك بطفلك هي التي تحدّد ذلك!
لذلك، توقفي عن الشعور بالذنب!