ما بين نصائح أخصائيي التغذية إلى أطبّاء الجلد والجهاز الهضمي، لا شكّ بأنّكِ بتّ تدركين جيّداً حتّى الآن الأهمية الكبرى لشرب الماء بكميّة كافية خلال النهار وذلك لخسارة الوزن، تسهيل الهضم، تنقية البشرة والتخفيف من أمراض وإضطرابات عديدة… ولكن ما لا تدركينه في هذا السياق هو أنّ للإفراط في ذلك مضار جسيمة قد تصل بكِ للخضوع لعمليّة جراحيّة! كيف؟
للمزيد: تعرفي على فوائد شرب الماء
ما تبيّن بعد دراسات عديدة هو أنّ الإكثار من شرب الماء لا يتسبّب فقط بمشاكل في الكليتين، ولكن مضارّه تمتد إلى مستوى أكثر إحراجاً وظهوراً ألا وهو التعرّق المفرط!
فالأرقام تشير إلى أنّ شريحة كبيرة من الأشخاص الذين يقصدون العيادات الطبيّة بسبب الإفراز المفرط لغدد التعرّق لديهم، يتبيّن لاحقاً أنّهم يستهلكون المياه بكميّة تتجاوز الليترين يومياً، ما يتسبّب لديهم بحالة تعرّق دائمة ومزعجة، تقتضي أحياناً إجراء عملية جراحيّة لإستئصال الغدد هذه خصوصاً تحت الإبطين. وبالتفاصيل، كلّما شربت في شكل أكبر، كلّما إضطرّت الكليتين إلى العمل بجهد أكبر للتخلّص من السوائل الفائضة، ما يتسبّب بحالة من التعرّق المفرط.
فما هي الكميّة المعتدلة التي يجب على كلّ شخص شربها يومياً؟ قد تظنين أنّ الجواب المثالي هو ما تسمعينه في شكل يومي: "عليكِ بشرب ليترين من المياه يومياً"، ولكن الحقيقة بعيدة تماماً عن ذلك. فما لا يتنبّه إليه الآخرون هو أنّ الشخص الإعتيادي يستهلك حوالي نصف ليتر من الماء من دون أن يعلم بذلك من الطعام الذي يتناوله يومياً، ناهيك عن شرب الشاي والقهوة. لذلك، ولإلتزام حدود السلامة، لا تتخطّي الليتر والنصف يومياً!