لما ياسين لما ياسين 20-04-2025
غريزة الأمومة

غريزة الأمومة ، هذا الشعور العميق الذي يدفعكِ إلى الحب والرعاية والعطاء من دون مقابل، قد يظهر بقوة لدى بعض النساء، بينما يكون أقل وضوحًا لدى أخريات. البعض يشعرنَ برغبةٍ جارفة في أن يصبحن أمهات منذ سنّ صغيرة، بينما تظل أخريات مترددات أو غير مهتمات. لماذا يحدث ذلك؟ هل السبب نفسي؟ أم بيولوجي؟ أم أن هناك عوامل أخرى غير متوقعة تدخل في هذا التفاوت؟

ias

في هذا المقال، سنأخذكِ في جولة علمية عميقة لنفهم سويًا لماذا تختلف غريزة الأمومة من امرأة لأخرى. سنستعرض خمسة عوامل مفاجئة مدعومة بأبحاث علمية. كما سنوضح كيف تؤثر هذه العوامل على مشاعركِ تجاه الأمومة، مهما كان عمركِ أو خلفيتكِ الاجتماعية. مع العلم أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن تأثير الأمومة على أجسام النساء.

1. العامل الجيني

تبدأ القصة من الجينات. نعم، قد تكون غريزة الأمومة مزروعة في تركيبتكِ الوراثية. وإليكِ تفاصيل الدراسات والاكتشافات الجديدة في ما يلي:

امرأة تحمل طفلتها على كتفيها
العوامل الجينيّة التي تؤثّر على غريزة الأمومة

أظهرت دراسة نشرتها مجلة Nature Neuroscience أن الجينات تؤثر على استجابات الدماغ العاطفية تجاه الأطفال. فعند بعض النساء، تنشط مناطق معينة في الدماغ مثل “اللوزة الدماغية” عند رؤية أو سماع بكاء طفل. ممّا يُحفّز شعورًا طبيعيًا بالعطف والحماية. أما عند أخريات، فتكون هذه الاستجابة العصبية أقل نشاطًا، ما يفسّر ضعف الرغبة بالأمومة لديهن.

وبالتالي، إذا كنتِ لا تشعرين بنداء الأمومة بقوة، فلا تلومي نفسكِ. فقد تكون الجينات أحد الأسباب الرئيسية، من دون أي خطأ من جانبكِ.

2. الهرمونات

تؤدّي الهرمونات دورًا محوريًا في تشكيل المشاعر والسلوك. خصوصًا، هرمون “الأوكسيتوسين” والمعروف بهرمون الحب، يُعتبر المحرّك العاطفي الأساسي في غريزة الأمومة. أثناء الحمل، والولادة، وحتى عند الرضاعة، يرتفع هذا الهرمون بشكل كبير. مما يعزز مشاعر الترابط والرغبة في الرعاية،ويقوّي علاقة الأمّ بطفلها.

لكن، في بعض الحالات، قد يكون إنتاج الأوكسيتوسين منخفضًا لدى بعض النساء بسبب خلل هرموني أو اضطرابات صحية. هذا الانخفاض ينعكس سلبًا على شعور الأمومة، وقد يُضعف الاستجابة العاطفية تجاه الطفل، خاصّةً في المراحل الأولى.

أيضًا، مستويات هرمون “البرولاكتين” تؤثر على رغبتكِ في العناية بالآخرين. كل هذه العناصر تؤكد أن التوازن الهرموني يغيّر الكثير في نظرتكِ للأمومة.

3. تجارب الطفولة

الماضي لا يختفي، بل يعيش في أعماق الذاكرة ويشكّل قراراتكِ. فإذا نشأتِ في بيئة مليئة بالحب والرعاية، فغالبًا ما ستتكوّن لديكِ رغبة قوية في تكرار هذا النمط مع أطفالكِ. أما إذا كانت طفولتكِ مليئة بالإهمال أو العنف، فقد تشعرين بالخوف من خوض تجربة الأمومة.

امرأة تحمل رضيعها
تجارب الطفولة التي تؤثّر على غريزة الأمومة

وفقًا لبحث نُشر في مجلة Child Development، فإن النساء اللواتي تعرضن لتجارب قاسية في الطفولة مثل صدمات الطفولة، يُظهرن ترددًا أكبر تجاه الإنجاب. ذلك لأن الدماغ يُخزن التجارب السلبية ويُعيد تشغيلها كلما ظهرت فكرة الأمومة.

بالتالي، الذكريات القديمة تؤثر بشكل غير مباشر على غريزة الأمومة لديكِ، من دون أن تدركي ذلك دائمًا.

4. الصحة النفسية

تؤدّي الصحة النفسية دورًا أساسيًا في اتخاذ قرارات حياتية كبرى، ومنها قرار الإنجاب.

النساء اللواتي يعانين من القلق أو الاكتئاب، غالبًا ما يُظهرن ترددًا تجاه فكرة الأمومة. في دراسة حديثة من جامعة هارفارد، وُجد أن الحال النفسية تؤثّر على النشاط الدماغي المرتبط بالتعاطف والانتباه. وهما عنصران أساسيان في غريزة الأمومة الفطريّة.

بالإضافة إلى ذلك، الخوف من الفشل، أو القلق من عدم القدرة على تحمل المسؤولية، قد يجعلانكِ تتجنبين فكرة الإنجاب كليًا.

لكن الخبر الجيد أن علاج الحال النفسية وتحسين جودة الحياة قد يعيدان لكِ هذا الشعور بشكل طبيعي.

5. البيئة الاجتماعية والثقافية

أحيانًا، لا تأتي المؤثرات من داخلكِ بل من الخارج. المجتمع الذي تعيشين فيه، والرسائل الإعلامية، وثقافة العائلة، كلها عوامل تؤثر في كيفية رؤيتكِ للأمومة. ففي مجتمعات تقدّس دور الأم، تشعر المرأة بضغط كبير لتصبح أمًا حتى إن لم تكن مستعدّة نفسيًا. أما في مجتمعات أخرى تروج للحرية الفردية وتأخير الإنجاب، فقد لا تشعرين بأي دافع نحو الأمومة في فترة مبكرة من حياتكِ.

أم وطفلها سعيدان
تأثير البيئة على غريزة الأمومة

أيضًا، قد تؤثّر تجربة صديقاتكِ أو قريباتكِ مع الأمومة على رؤيتكِ الخاصة لها. إذا رأيتِ من حولكِ يعانين من الإرهاق والتعب، قد ينعكس ذلك على رغبتكِ في خوض التجربة.

كل هذه العوامل البيئية تترك أثرًا كبيرًا على غريزة الأمومة ، وغالبًا ما يكون هذا التأثير غير واعٍ.

الخلاصة

في نهاية المطاف، تختلف غريزة الأمومة من امرأة لأخرى لأسباب متعددة، بعضها بيولوجي، وبعضها نفسي، وبعضها الآخر اجتماعي. لا توجد وصفة واحدة للأمومة، ولا قاعدة تنطبق على الجميع. كل امرأة فريدة، ولكل واحدة طريقها الخاص في اكتشاف مشاعرها تجاه هذه الغريزة. إذا كنتِ لا تشعرين برغبة في الأمومة الآن، فهذا لا يعني أنكِ أنانية أو باردة. بل ربما يحتاج الأمر إلى وقت، أو إلى شفاء داخلي، أو إلى تجربة جديدة تغيّر نظرتكِ للأمور. لا تقارني نفسكِ بغيركِ، بل اصغي إلى صوتكِ الداخلي، وافهمي أسباب مشاعركِ كما هي. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأخبرناكِ ماذا يحصل في عقلك حين يبكي طفلك بسبب غريزة الأمومة.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أؤمن أن غريزة الأمومة ليست ثابتة، بل تتغير مع الزمن والخبرة والنضج. وأرى أن أهم ما يمكن أن تقوم به المرأة هو أن تكون صادقة مع نفسها، فلا تندفع نحو قرار الأمومة تحت تأثير الضغط الاجتماعي، ولا تهرب منه بسبب الخوف أو التجربة السابقة. الأمومة مسؤولية عظيمة، ولا تكتمل إلا عندما تأتي من قلب راغب، لا من عقل مضطر. لذلك، أدعوكِ أن تمنحي نفسكِ المساحة لتفهمي مشاعركِ، وأن تعتبري كل مرحلة من حياتكِ فرصة للنمو، سواء اخترتِ الأمومة أم لا.

الأمومة والطفل الأم والطفل الأمومة الامومة

مقالات ذات صلة

عصفر في وعاء
الحمل هل العصفر مضر للحامل​: بين الفوائد والأضرار من الغالب؟
كل ما تريدين أن تعرفيه
طفلة مريضة في الفراش
صحة الطفل اعراض العفنه عند الطفل​: مرض خطير لا تعرف معظم الأمّهات عنه!
مشاكل خطيرة غير شائعة
طفلة صغيرة تنظر ببراءة
مراحل نمو الطفل الجسدية العاده السريه عند الاطفال​: حالة تصيب الأمّهات بالهلع وحيرة في التصرّف!
مشكلة تشغل بال الأمهات
طبيب يحمل مجسم الجهاز التناسلي الأنثوي
صحة الحامل سدادة الرحم كيف شكلها: إليكِ علامات نزولها!
قلق شهور الحمل الأخيرة
امرأة حامل في حقل القمح
الجنين كثرة حركة الجنين في الشهر السادس​: كلّ ما ترغبين في معرفته عن هذا الشهر من الحمل!
كل ما تريدين أن تعرفيه
امرأة تشرح للطبيبة ألم المعدة
اعراض الحمل هل الم المعدة من اعراض الحمل​: إليكِ الأعراض الأقلّ شيوعًا للحمل!
أعراض الحمل الأقلّ شيوعًا
تأخر التبويض
التبويض التبويض المتأخر متى يبان الحمل​
كل ما تريدين معرفته
3 مفاتيح ذهبية تجعل طفلك يعيش حياة سعيدة!
الأمومة والطفل 3 مفاتيح ذهبية تجعل طفلك يعيش حياة سعيدة!
تضمن لكِ تربية طفل واثق وسعيدة!
بالفيديو، أنا أم لصبيان فقط وتعبت جدًا من سماع هذه الأمور
الأم والطفل بالفيديو، أنا أم لصبيان فقط وتعبت جدًا من سماع هذه الأمور
هل تعانين من هذه المشاكل؟
طفلة تقيس طولها
صحة الطفل حساب كتلة الجسم للاطفال​: كيف تعرفين وزن طفلكِ الطّبيعي!
كل ما يهمك عن صحة طفلك
طفلة تعاني من السعال
صحة الطفل علاج الخناق عند الأطفال بالاعشاب​: مرض خطير يهدّد حياة طفلكِ!
كل ما تريدين معرفته
امرأة حامل تنظر إلى بطنها
الأسبوع الخامس عشر هل يتحرك الجنين في الأسبوع 15​: معلومات تعرفينها لأوّل مرّة!
تطورات الحمل الأسبوعية

تابعينا على