إذا كنت تسألين عن كفارة عدم قضاء الصيام للحائض، فمن المفيد أن تتابعي قراءة هذه المقالة التي نحاول من خلالها تفصيل الأحكام حول هذا الموضوع.
بعدما أجبناك عن سؤال اذا جامع الرجل زوجته وهي حائض هل يحدث حمل؟ نجيبك هذه المرة عن سؤال ما هي كفارة عدم قضاء الصيام للحائض.
في الحقيقة، إنّ قضاء الصيام للحائض واجب باتفاق الفقهاء وذلك بالإستناد قول عائشة، رضي الله عنها: “كنّا نحيضُ عند النبيِّ، صلَّى اللهُ عليه وسلّم، فيأمرُنا بقضاءِ الصَّومِ”. من هنا، نجد أنّ آراء الفقهاء تعددت في مسألة كفارة عدم قضاء الصيام للحائض.
إليك التفاصيل فيما يلي!
رأي الفقهاء عن كفارة عدم قضاء الصيام للحائض
فرّق جمهور الفقهاء بين من أخّر قضاء الصيام بعد الحيض بعذر ومن أخّره بغير عذر على النحو التالي:
- التأخير بعذر: إن كان للتأخير عن الصيام عذر مقنع فلا يلزم الحائض إلا القضاء، ولو حتى استمر التأخير لسنين عديدة. وعن هذا الحكم تحدّث كل من المالكية، والشافعية، والحنابلة، أما مذهب الحنفية فسنكتب لك عنه فيما يلي. وتجدر الإشارة إلى أنّ الفقهاء اعتبروا أنّ النسيان والجهل بالحكم عذرًا لإسقاط الفدية مع القضاء.
- التأخير بغير عذر: إن كان تأخير عدم قضاء الصيام للحائض من غير عذر، فيجب دفعة الفدية، وإلى هذا القول اعتمد كل من المالكية، والشافعية، والحنابلة. وقد استندوا في رأيهم هذا إلى فتوى الصحابة، حيث قال الهيتمي: “من أخّر قضاء رمضان مع إمكانه، حتى دخل رمضان آخر لزمه مع القضاء لكل يوم مُدٌّ؛ لأن ستة من الصحابة أفتَوْا بذلك ولا يعرف لهم مخالف”.
المذهب الحنفي عن كفارة عدم قضاء الصيام للحائض
بالنسبة الحنفية، يجب القضاء لما فات من الصيام ليس أكثر من ذلك، وذلك بالإستناد إلى قوله تعالى: “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”. كما أنّ مذهب الحنفية لم يفرّق بين تأخير القضاء بعذر أو بغير عذر. أمّا الفدية فلا تلزم إلا عند العجز عن الصوم كل العمر.
أخيرًا، إذا كنت ترغبين في معرفة إذا ما كانت ممارسة العادة السرية تفسد الصيام للنساء، فهذا أيضًا له أحكامه التي تستند في الأساس على مبدأ أنّ العادة حرام في أي وقت. ومع ذلك، من المهمّ أن تتطلّعي أكثر على أحكام العادة السرية في رمضان.