تُعتَبَر كثرة الحازوقة أمرًا مُزعجًا. وعلى الرّغم من أنّ الحازوقة غير ضارة وعرضية في أغلب الحالات، الّا أنّ كثرتها قد تستدعي التدخّل الطبّي.
إذا استمرت الحازوقة لوقت طويل أو تكررت كثيرًا، نَصفها بالـ”المُزمنة” وتُصبح مُعيقة في أبسط أمور حياتنا اليوميّة. كيف تعرفين إذا كانت عابرة وطبيعيّة وفي أي حالات تُصبح الاستشارة الطبيّة ضرورية لمعرفة أسبابها والمساعدة في علاجها؟ الإجابات في هذا المقال.
الحازوقة العابرة: ردّ فعل طبيعي
تُعتَبَر الحازوقة، أو الزغطة، ردة فعل عكسيّة وعاديّة جدًا، ترتبط بانقباضات تشنجيّة لا اراديّة ومتكرّرة في الحجاب الحاجز (العضلة التي تُغلق القفص الصدري في الأسفل وتفصله عن البطن، وتُعتبر العضلة الأساسية في عملية التنفس)، والعضلات الوربية (مجموعات من العضلات التي تقع بين أضلع القفص الصدري) المرتبطة بانغلاق الوقت للحجاب الحاجز أيضًا، بالإضافة إلى إغلاق مزمار الحنجرة أو قاعدة الحلق، مما يبطئ تدفق الهواء وينتج الأصوات التي نسمعها خلال الحازوقة.
سبب حدوث الحازوقة
الحازوقة العابرة (أو “الحادة”) هي الشكل الأكثر شيوعًا. يعاني منها معظم الناس، بوقت أو بآخر خلال حياتهم. هو اضطراب حميد لا يحتاج إلى علاج خاص.
تستمر النوبة عمومًا بضع دقائق فقط قبل أن تتوقّف تلقائيًا في أغلب الأحيان. ولا يجب أن تستمر لأكثر من يومين.
وعلى الرغم من أن سببها غير معروف في أغلب الأحيان، إلا أنه يمكن ربط الحازوقة الحادة بالإفراط في تناول الطعام أو الكحول، أو استهلاك المشروبات الغازية، أو الإجهاد، أو حتّى تهيج المريء.
يمكن رؤيتها لدى جميع الأعمار، ولكن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالحازوقة من البالغين. غالبًا ما تحدث الحازوقة بعد الرضاعة وتختفي بعد بضع دقائق بعد التجشؤ عادةً. إذا استمرت الحازوقة، من الممكن ارضاع الطفل قليلًا أو إعطائه كميّة قليلة من الماء.
مصدر الصورة: Freepik
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا استمرت الحازوقة لأكثر من 48 ساعة أو تكرّرت بانتظام، تُصبح”حازوقة مُزمنة”، ومن الضروري عندها استشارة الطبيب، خاصّةً اذا كانت مصحوبة بعلامات غير عاديّة مثل القيء الشديد أو آلام في المعدة أو الصدر أو صعوبة في التنفس والبلع. لأن الحازوقة المزمنة يمكن أن تكون علامة على مرض يمكن علاجه في أغلب الأحيان.
وبعد السؤال عن الحازوقة والعلامات المرتبطة بها، يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري وطلب اختبارات إضافية اذا استدعى الأمر. وتعد الفحوصات الطبية ضروريّة من أجل راحة الشخص والبحث عن مرض قد يكون مرتبطًا بالحالة.
الزغطة المُزمنة وأبرز أسبابها
في بعض الحالات النادرة جدًا، يمكن أن تستمر الحازوقة لأكثر من 48 ساعة أو تتكرر بانتظام. ما سيؤدي الى تأثّر الحياة اليوميّة للشخص الذي يعاني منها. ويتمّ البحث عن سبب مَرَضي لذلك. ومن أبرز هذه الأسباب:
- مشاكل المريء: تهيج المريء المرتبط بالارتجاع المعدي المريئي أو فتق الحجاب الحاجز أو التهاب المريء أو حتى القرحة. يُساهم التنظير المريئي المعدي والاثني عشري في الكشف عن هذه الحالة، التي تُشكّل سبب معظم حالات الحازوقة المُزمنة. وفي هذه الحالة، يساهم علاج الارتجاع باستخدام الأدوية المضادة للحموضة مع اتّباع نظام غذائي مُحدّد الى اختفائها.
- مرض في البلعوم أو الحنجرة
- مرض عصبي (التهاب السحايا أو ورم في المخ)،
- مشكلة في الصدر (عدوى، أو تلف في القلب أو الرئة، أو الغدد الليمفاوية، أو مرض الأبهر)
- مشكلة داخل البطن، الكبد، المعدة أو البنكرياس.
- اضطراب “التمثيل الغذائي” المُتعلق بالسكر: نقص أو ارتفاع السكر في الدم.
- عدم توازن الأملاح (نقص صوديوم الدم أو الكالسيوم).
- عوامل نفسيّة.
مصدر الصورة: Freepik
كيفية الوقاية من الحازوقة
عند البالغين، تعتمد الوقاية من كثرة الحازوقة على ترتيب وجبات الطعام عن طريق تجنب الوجبات الكبيرة جدًا، أو الحارة جدًا، أو التي يتم ابتلاعها بسرعة كبيرة. بالإضافة الى عدم تناول المشروبات الغازية بسرعة أو بكميات كبيرة.
أمّا عند الرضع، تعتمد الوقاية على إعطاء الحليب ببطئ ومنعه من ابتلاع الكثير من الهواء والتأكد من تجشؤه بعد ذلك. وإذا كان الطفل يبكي أو يُظهر علامات عدم الرّاحة بعد تناول وجبة الطعام، فيجب عليك أيضًا التفكير في الارتجاع المعدي المريئي الذي قد يترافق مع التهاب المريء.
اقرأي أيضًا طرق فعالة للتخلص من الحازوقة.
نصائح جدّتي للتعامل مع الحازوقة
منذ الصغر نسمع عدد من الاقتراحات، عند اصابتنا بالحازوقة، لمساعدتنا على التخلّص منها، نعدّد لك أكثرها شيوعًا:
ابتلاع كوب من الماء البارد بسرعة
ابتلاع الخبز بكميّة وبسرعة
إجراء سلسلة من انقطاعات التنفس الطويلة (حبس الأنفاس عدة مرات) أو عن طريق التنفس بعمق وبسرعة عشر مرات في كيس ورقي، لزيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الدم.
يمكنك الاطّلاع على أيضًا على حيل أخرى للتخلّص من الحازوقة في مقال سابق.
برأيي الشخصي كمحرّرة، لا يجب عليك أن تقلقي في حالة كثرة الحازوقة لديك أو لدى طفلك. واستشيري الطبيب إذا تكرّر الأمر أو إذا استمرّ لوقت طويل، فبمجرد العثور على السبب، سيعطيك العلاج المناسب الذي سيُساعد على اختفاء الحازوقة.