تحاول الأم بمختلف الطرق والوسائل أن تؤمّن لطفلها جوّاً ملائماً و صحياً ليكبر وينمو فيه بعيداً من الفوضى. هي تريد أن توفّر له التربية الصالحة والتعليم السليم كي يكون طفلاً ناضجاً، قادراً أن يتحمّل مسؤوليات في المستقبل.
ويحدث أن تكتشف الأم عند طفلها، اضطرابات سلوكية يفسّرها الاطباء وأهل العلم بفرط الحركة أو الحركة الزائدة .
فرط الحركة، تلاحظه الام في تصرّفات طفلها: يصبح عدائياً بحيث يوجّه لكمات وضربات الى أصدقائه أو حتى يدمّر أغراضه والعاب غيره. كما لا يطيق أن يبقى جالساً ومقيّداً في المكان الواحد لفترة طويلة من الزمن، فهو يحرّك يديه ورجليه باستمرار من دون أي سبب أو أنه يبدأ بالقفز عالياً على الأريكة أو على الحائط.
هذا النشاط الزائد عند الطفل، يعود لأسباب كثيرة وعوامل لم نظنّ يوماً أنها سبب في هذه المشكلة عند أطفالنا. يرجّح البعض، أن تناول الأم للمسكّنات أثناء فترة الحمل تؤثّر سلباً على النمو العقلي عند الطفل وعلى سلوكه مع تقدّم العمر.
هذه الاضطرابات النفسية عند أطفالنا قد يكون سببها أيضاً إعاقات عقلية وتأخّر في نمو عقل الطفل ما يجعله صاحب تصرّفات لا يرغب الأهل بها. وتظهر عوارض هذا النشاط الزائد، من خلال تأخّره في التقدّم العلمي وتراجع مستواه الدراسي في المدرسة، لا يعير اهتماماً للدروس أو حتى لا يكترث لفقدان أغراضه المدرسية الخاصّة مثل الاقلام والكتب.
وهنا نسلّط الضوء على أهمية تربية الطفل التي يقدّمها الاهل، فهم غالباً ما يفسدون حياة أطفالهم بالدّلع الزائد أو من خلال تلبية كل حاجاتهم.
أما بالنسبة للعلاج الامثل لهذه الحالة النفسية المعقّدة بعض الشيء، نذكر العلاج النفسي الذي يقوم على ايجاد الطريقة الامثل لمحاورة هذا الطفل. اعتمدي مثلاً، الصوت الهادئ والنبرة المنخفضة التي تساعده على التركيز قليلاً لسماعك أو حتى بإمكانك أن تطلبي منه أن يساعدك في بعض المهام المنزلية لتوفير نشاطه الزائد في أشياء مفيدة. حاولي قدر الامكان أن تكوني صديقة طفلك: تكلّمي لغته وشاركيه العابه وشاهدي معه برنامجه المفضلّ مثلاً .
وفي بعض الحالات الصعبة، ننصحك بأن تستشيري الطبيب المختصّ الذي سيصف لطفلك بعض الادوية والمهدّئات المناسبة له ليسهل التعامل مع طفلك والسيطرة على هذه الاضطرابات النفسية .