لا شكّ بأن ترك طفلك في رعاية المربيّة أو الخادمة هو قرار حسّاس لأنّ سلامة طفلك تقع ضمن مسؤولياتك لذلك، إنّ قرارك بتركه مع غريب لعدّة ساعات في اليوم هي مخاطرة إلاّ أنّ معظم الأهالي لا يملكون خيارًا آخر بسبب حياتهم المهنيّة. وقد تُحسن بعض المربيات معاملة الطفل كما لو كان طفلها ولكن للأسف قد يسيء البعض الآخر إلى الطفل بطريقة أو بأخرى. فيصاب الأهل بالصدمة عندما يكتشفون أنّ الشخص الذي اختاروه بإرادتهم للاعتناء بطفلهم قد أساء إليه وسيكون هذا الخبر بمثابة كابوس لهم. إنّ الطريقة الوحيدة التي يمكنك بواسطتها أن تتعقّبي معاملة المربية لطفلك عندما تكوني خارج المنزل هي من خلال العلامات التي تظهر على الطفل نفسه حتى وإن كان لا يزال رضيعًا أو صغيرًا. سأقدّم إليك الإرشادات التالية:
-
عندما يصبح طفلك كثير الارتباك ما إن تدخل الى المنزل أو يبدأ بشكل غير متوقّع بافتعال خلاف عندما تهمّ بالخروج
-
عندما تلاحظي وجود كدمات غير مبرّرة ومستمرّة على جسمه
-
إن كان طفلك صغيرًا جدًا ولا يستطيع التعبير بالكلام، سيعبّر عن انزعاجه من خلال البكاء أو الامتناع عن الأكل
-
عندما يبيّن الفحص الطبي المنتظم عند طبيب الأطفال تراجعًا غير متوقع أو انتكاسًا في صحّة طفلك
-
عندما تبدو على طفلك معالم الألم أو الحكاك أو كدمات حول المنطقة التناسلية أو في حال كانت لديه صعوبة في المشي أو الجلوس
-
عندما يُبدي اهتمامًا بالمعرفة الجنسية أو الأعضاء التناسلية (إليك أيضاً: المعالجة النفسية تشرح عن علامات التحرش الجنسي بالطفل وكيفية التعامل معه)
-
عندما يشكو من مرض ما ليس لديه أسباب طبيّة مثل الصداع أو آلام المعدة.
-
عندما تراوده الكوابيس في شكل مفاجىء ومتكرّر أو يعاني من صعوبة في النوم
-
عندما تظهر لديه اضطرابات التواصل مثل التأتأة أو اضطراب الكلام
-
يصبح عدواني في شكل غير متوقع ومسيء
-
يصبح منعزلاً على غير عادته، وخجولاً للغاية وكلامه قليل
-
يظهر عليه خوف مستمرّ وغير عادي من حصول أمر سيّئ
يجب أن تعرفي أنّ الأطفال الأكبر سنًا قد يتردّدون في اطلاعك على المشكلة بسبب شعورهم بالذنب أو الخوف من أن يقع الشخص الآخر في مشكلة وفي المقابل سيعاقبهم. لذلك، من المحبّذ دائمًا أن تبني مع طفلك علاقة صريحة وحواراً مفتوحًا وتسألينه بانتظام عن حياته اليومية. إن لاحظت أنّه مضطرب أو متوترّ أو منزعج أو غير سعيد بأي شكل من الأشكال يمكنك أن تتحقّقي بنفسك كي تعرفي ممّا يشكو من خلال طرح الأسئلة عليه مثلًا: "هل حدث شيء ما لك اليوم ولم يعجبك؟" أو "هل أخافك أحد ما اليوم عندما كنت خارج المنزل؟" حاولي أن تطرحي السؤال بطريقة لطيفة ولا تُشعريه بأنّ أحدًا ما سيقع في ورطة أو سيعاقب. راقبي عن كثب أي علامة صغيرة لأنّها قد تُخفي وراءها قصّة كبيرة وخطيرة.
إقرئي أيضاً: المعالجة النفسية تشرح عن أعراض اضطراب نقص الانتباه لدى الطفل