لا شكّ أنّكِ تتابعين ضغط دمكِ خلال الحمل بدقّة، خصوصًا وأنّ الأطباء يربطون أي ارتفاع فيه بمشاكل صحية خطيرة مثل تسمّم الحمل. لكن هل تعلمين أنّ حتى لو بقي ضغط دمكِ ضمن المعدّل الطبيعي، قد تخفين وراءكِ خطرًا مستقبليًا يصعب اكتشافه؟
في أحدث الدراسات التي نشرتها مجلة Journal of the American College of Cardiology: Advances، كشف الباحثون أنّ بعض النساء اللواتي لم ينخفض لديهن ضغط الدم منتصف الحمل يواجهن خطرًا كبيرًا بالإصابة بارتفاع الضغط خلال السنوات الخمس التي تلي الولادة، رغم بقاء قراءاتهن طبيعية خلال الحمل.
لماذا يعتبر انخفاض ضغط الدم منتصف الحمل مؤشرًا أساسيًا؟
خلال الحمل، من الطبيعي أن ينخفض ضغط الدم قليلًا في منتصف الطريق، تحديدًا خلال الفصل الثاني. هذا الانخفاض يُعدّ علامة إيجابية تدلّ على تكيّف الجسم مع الحمل وضمان تدفّق الدم بشكل جيّد للجنين والمشيمة.

لكن، بحسب الدراسة، حوالي 12% من النساء لم يسجّلن هذا الانخفاض رغم أنّ ضغطهن بقي ضمن الحدود المقبولة. المفاجأة؟ هؤلاء النساء واجهن خطرًا مضاعفًا تقريبًا بالإصابة بارتفاع ضغط الدم لاحقًا مقارنة بمن شهدن انخفاضًا طبيعيًا.
ما الذي يجعل هذه النتائج مثيرة للقلق؟
عزيزتي، المشكلة أنّ هذا النوع من النساء لا يتم تصنيفه ضمن الفئات عالية الخطورة وفقًا للإرشادات الطبية الحالية. فكلّ القياسات تبدو طبيعية، ولا أحد ينتبه إلى أنّ غياب الانخفاض بحد ذاته إنذار يجب التوقّف عنده.
الدكتورة “شهره فرزان”، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أوضحت أنّ مراقبة نمط ضغط الدم وليس الرقم فقط، قد يُنقذكِ مستقبلًا من الإصابة بمشاكل قلبية خطيرة.
ماذا يعني ذلك بالنسبة لكِ كامرأة حامل أو حديثة الولادة؟
من الآن فصاعدًا، لا تكتفي بمراجعة نتائج قياس الضغط العادية فقط. اسألي طبيبكِ تحديدًا عن تغيّر الضغط خلال الحمل:
- هل حصل انخفاض في الفصل الثاني؟
- هل استمر الضغط بمعدّل مرتفع قليلاً ولكن طبيعي؟
- هل أنتِ ضمن الفئة التي تحتاج إلى متابعة إضافية بعد الولادة؟
إجابات هذه الأسئلة قد تغيّر مجرى صحتكِ على المدى البعيد.
هل من خطوات يمكنكِ اتخاذها لحماية قلبكِ؟
بالطبع! إدراككِ لهذا الخطر خطوة أولى مهمة. لكن لا تتوقّفي هنا:
- اطلبي من طبيبكِ متابعة ضغط دمكِ حتى بعد الولادة، ولا تهملي أي تغيّر بسيط.
- اعتمدي نظامًا غذائيًا صحيًا غنيًا بالخضار والفواكه، وابتعدي عن تناول الأطعمة المالحة والدهون المشبعة.
- خصّصي وقتًا لممارسة الرياضة المناسبة لحالكِ الصحية. فممارسة النشاط البدني تحمي قلبكِ من المشاكل المستقبلية.
- لا تتجاهلي أي عارض مثل صداع متكرّر أو دوخة أو تسارع في دقّات القلب.
عزيزتي، هذه الدراسة الحديثة سلّطت الضوء على مرحلة منسية من حياتكِ الصحية: الفترة بين الحمل وانقطاع الطمث. وهي فترة حسّاسة جدًا، تضعكِ على خط تماس مع أمراض القلب والشرايين.
لذلك، لا تهملي ضغط دمكِ حتى لو بدا طبيعيًا خلال الحمل. انتبهي لأي تفصيل صغير وشاركي طبيبكِ كلّ ملاحظة. فخطوة بسيطة اليوم قد تقيكِ مشاكل خطيرة غدًا. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن اعراض نقص الحديد للحامل.