ما حكم الإفطار في رمضان؟ الشيخ وسيم يشرح بالتفصيل عن هذا الموضوع فيما يلي:
فالصوم عبادة عظيمة من أركان الاسلام، لا يجوز التهاون بها، ومن يفطر في رمضان إما بعذر أو بغير عذر على التفصيل التالي: من أفطر في رمضان بعذر المرض: فالواجب عليه أن يقضي عدد الأيام التي أفطرها إن كان مرضه ممّا يرجى برؤه، لقوله تعالى: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ{البقرة:185}، وليس عليها فدية ما دامت لا تستطيع الصوم.
وأما المريض الذي لا يستطيع الصوم ولا يرجى برؤه فيتمكن من القضاء، فعليه إطعام مسكين عن كل يوم أفطره، لقوله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ {البقرة: 184}.
للمزيد: الشيخ وسيم يشرح عن حكم الصلاة في رمضان
وأما من يفطر عمدا في رمضان بغير عذر شرعي، فيعتبر فاسقا مرتكبا لكبيرة من أعظم الكبائر، عن أبي أمامة رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلانِ فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ فَأَخْرَجَانِي، فَأَتَيَا بِي جَبَلا وَعْرًا ، وَقَالا لِيَ: اصْعَدْ . فَقُلْتُ: إِنِّي لا أُطِيقُهُ . فَقَالا : سَنُسَهِّلُهُ لَكَ . قَالَ: فَصَعِدْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ إِذَا أَنَا بِأَصْوَاتٍ شَدِيدَةٍ . فَقُلْتُ : مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ؟ فَقَالا: هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ . ثُمَّ انْطَلَقَا بِي ، وَإِذَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ دَمًا، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ؟ فَقَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ مَحِلَّةِ إِفْطَارِهِمْ …. صححه الحاكم والذهبي، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، بناء عليه: يجب على مَن أفطر عمدا في رمضان أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً مصحوبة بالندم البالغ على هذا الذنب العظيم، وأن يحسن الظن بالله تعالى بأنه سيقبل توبته، وعليه مع التوبة قضاء، وأما من أفطر بعذر المرض فلا إثم عليه ولكن يجب أن يقضي عدد الأيام التي أفطرها إن كان يرجى برؤه (وكذلك الحكم بالنسبة لمن أفطر برخصة السفر إن توفرت شروطها) أو إطعام بدل كل يوم مسكين إن كان مريضا مرضا لا يرجى برؤه (شفاؤه) وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.