ما حكم صيام المريض في رمضان؟ الشيخ وسيم المزوق يجيب عن هذا السؤال بالتفصيل فيما يلي:
فيقول الله تعالى: "وما جعل عليكم في الدين من حرج" الحج / 78 " قال البغوي في تفسيره: "قال مقاتل: يعني الرخص عند الضرورات، كقصر الصلاة في السفر، والتيمم، وأكل الميتة عند الضرورة، والإفطار بالسفر والمرض…"، قال الطبري رحمه الله تعالى: "وقوله (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) يقول تعالى ذكره: وما جعل عليكم ربكم في الدين الذي تعبَّدكم به من ضيق، لا مخرج لكم مما ابتليتم به فيه، بل وسَّع عليكم…" وقال تعالى: "يريد الله أن يُخَفِّف عنكم وخُلق الانسان ضعيفاً " النساء / 28، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الدين يُسر" رواه البخاري، وقال عليه الصلاة والسلام: "إني لم أبعث باليهودية، ولا بالنصرانية، ولكني بعثت بالحنيفية السمحة " رواه الإمام أحمد، وفي آيات الصيام قال تعالى: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر "البقرة / 185.7
للمزيد: الشيخ وسيم يشرح عن حكم الصلاة في رمضان
بناء على ماسبق من بيان يسر الإسلام وسماحة الشريعة الغراء ورفع الحرج عن المريض، وبناء على القاعدة الفقهية: "المشقة تجلب التيسير"، قال العلماء:
يجوز الفطر للمريض (مقدار ما يستوجبه علاجه) حسب حالة المرض الذي يعاني منه، ومَن يحدد ويشخص المرض الذي يبيح الفطر هو الطبيب المسلم الثقة العدل المختص، والمريض نوعان:
1-المريض مرض يرجى شفاؤه فهذا يجب عليه القضاء فقط، فإن لم يقضِ تساهلاً حتى دخل رمضان آخر أثم، ولزمه مع القضاء كفارة (إطعام مسكين عن كل يوم).
2-المريض مرضاً لا يرجى شفاؤه (المرض المزمن الدائم)، ولا يطيق المريض معه الصيام، يفطر ولا يعيد الأيام التي أفطرها، بل عليه فدية الصيام فقط، نسأل الله تعالى العافية والسلامة لجميع المرضى وأن يكون المرض كفارة لسيئاتهم ورفعاً لدرجاتهم عند الله تعالى، فالأنبياء أشد ابتلاء ثم الأمثل فالأمثل، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.