أكتب لك في هذه المقالة عن حزن الآباء بعد الإجهاض والدعم الذي يحتاجون اليه لأنك لست وحجك في هذا الظرف الصعب.
بينما ينصّب التركيز بشكل أساسي على الأم فيما خص الإجهاض وتأثيره على صحتها النفسية، يجب أيضًا التحقق من مشاعر الأب ودعمه لأنه في النهاية عنصر مهمّ في عملية الإنجاب. في الواقع، قد يشعر الرجل بمشاعر شديدة مثل اللوم والذنب والغضب والارتباك والحزن، فهل تنتبهين إليها؟
حزن الأب بعد إجهاض زوجته
بغض النظر عن أسباب الإجهاض، قد لا يتعامل الرجال مع التغييرات الجسدية بعد الإجهاض، لكن الخسارة حقيقية بالنسبة لهم. في الواقع، إنّ عواطفهم المعقدة تستحق الاهتمام والتحقق من صحتهم النفسية. كما أنهم بحاجة إلى الدعم للتعامل مع الخسارة ومشاعرهم المحيطة بفقدان الحمل.
تشير الأبحاث إلى أن حزن الرجال والإجهاض يختلف عما تشعر به المرأة، وقد يكون الرجال يوازنون حزنهم غير المعترف به أثناء محاولتهم دعم شريكتهم.
تقول أنجيلا كالدويل، أخصائية علاج الزواج والأسرة ومؤسسة معهد كالدويل للأسرة: “يميل الرجال إلى تفضيل المزيد من العمليات الداخلية”.
تُضيف قائلةً: “من المرجح أن ينشغلوا أكثر، إما بالعمل، أو في المنزل، أو بالأنشطة اللامنهجية، وعادةً ما يستخدمون هذا الوقت للتفكير الخاص أو التفكير في التجربة”.
يقول الخبراء أيضًا إنّ الرجال يتلقّون إشارات حول كيفية تفاعلهم عاطفيًا من مصادر خارجية. لذلك إذا نشأ شخص ما في عائلة لا يبكي فيها الرجال، فقد يكونون قد استوعبوا توقعًا للرجولة يتضمن كبح دموعهم.
يقول جريجوريو لوزانو، مستشار محترف ومقدم شريك في Grow Therapy: “يبدو أنّ هناك سوء فهم عام مفاده أن الرجال لا يشعرون بالأذى لأنه من المفترض أن يكونوا أقوياء”.
إذًا، الرجال يحزنون كالنساء، ويشعرون بفقدان الحمل بطرق غير جسدية. فكيف يمكن دعمهم ومواساتهم؟
نصائح لمعالجة حزن الإجهاض لدى الآباء
بالنسبة للرجال الذين واكبوا إجهاض زوجاتهم وليس لديهم متنفّس لألمهم وحزنهم، يمكن أن تكون النتائج ضارة. لذا، هناك خطوات عملية تساهم في التخفيف عنهم، وهي كالتالي:
- البحث عن مجموعات الدعم عبر وسائل التواصل الإجتماعي
- التّحدث مع معالج نفسي للحصول للحفاظ على العلاقة الزوجية بعد الاجهاض
- التواصل مع الزوجة التي تعاني أيضًا من ألم الإجهاض
- ممارسة هواية علاجية والاعتماد على الإيمان
أخيرًا، يجب أن يُمنح الرجال نفس الاحترام لعمليات الحزن التي يتعرضون لها جرّاء الإجهاض مثل النساء. ينبغي منحهم الوقت والمساحة والرحمة، بغض النظر عن مدى تشابه أو اختلاف صراعاتهم. ومن الجيّد في هذه الفترة لو أنّ الزوجة تتعامل مع الزوج المتعكّر المزاج بشكل جيّد، فهما معًا في مسار الحزن نفسه.