إلى جانب الدور التربوي الذي يقع على عاتقك كأمٍ تطمح بالأفضل لمستقبل ابنها، هناك أيضاً مسؤولية كبيرة على الأساتذة والمعلمين الذين يمضي طفلك معهم ربّما وقتاً أكثر من الذي يُمضيه معك. وبالتالي من المهم أن تدركي جيداً أنّ المنهج المتّبع في المدرسة قد يؤثر على أداء طفلك وقدرته على التركيز في الحصص الدراسية خصوصاً وقد تبيّن أنّ العقاب وحده ليس فعالاً في تأديب الأطفال كما كنا نعتقد. فما البديل؟
يبدو أنّ إشادة المعلمين والأساتذة بسلوك الطفل الجيد بدلاً من معاقبته على أفعاله الخاطئة يؤثر بشكلٍ إيجابي على أدائه ومستوى تركيزه في الفصل الدراسي. نعم، هذا ما تبيّن في الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة بريغهام يونغ والتي كشفت أنّ مستوى تركيز الأطفال قد ارتفع بنسبة 20 إلى 30% عندما لجأ المعلمون إلى عبارات الثناء بدلاً من التوبيخ.
> تأثير التوبيخ قصير الأمد أمّا المدح والثناء فلهما تأثيرات إيجابية طويلة الأجل
ولكن، عند اتباع المعلمين الثناء جنباً إلى جنب مع العقاب، لوحظ أنّ مستوى تركيز الأطفال على مهامهم قد ارتفع بنسبة 60% ما يُشير إلى أنّ المدح وحده لا يعلّم الأطفال إنّما هو وسيلة مفيدة في دعم هذه الغاية؛ رغم أنّ العقاب مهم في إصلاح سلوك الطفل الإشكالي إلّا أنّه لا يحقق الهدف الأكبر المتمثل في تربية الأطفال وتنمية مهاراتهم الدراسية. باختصار، يُمكننا القول أنّ تأثير التوبيخ قصير الأمد أمّا المدح والثناء فلهما تأثيرات إيجابية طويلة الأجل.
للأسف، أظهرت الدراسات والأبحاث السابقة أنّ المعلمين يعتمدون بشكلٍ أكبر على تصحيح السلوكيات غير المرغوب فيها بدلاً من التركيز على السمات المفيدة التي تدفع الأطفال على العمل بجديةٍ أكبر لإعطاء أفضل ما عندهم.
سواء كان طفلك يواجه صعوبات أكاديمية أو يميل إلى المشاغبة في الصف، لا تتردّدي في مشاركة نتائج هذه الدراسة مع الأساتذة والمعنيين لعلّك تحدثين الفرق ليس فقط في أداء طفلك في المدرسة إنّما في أداء الكثيرين من الطلاب غيره.