صحيح أنّي أنا أم لا تحبّ أيام العطل لأنّها متعبة، إلا أنني أيضًا أم تسمح لأطفالها باستخدام الموبايل، سأكتب لك عن أسبابي في هذه المقالة.
سمعت الكثير حول أضرار الموبايل واستخداماته على الأطفال الصغار، إلّا أنّي لم أواجه تداعيات هذا الأمر على سلوك أطفالي فيما خص التواصل. بل على العكس أصبحوا أكثر يقظين لما يدور حولهم لأنّهم أصبحوا على دراية بعالمهم الإلكتروني ومخاطره.
لا شكّ أنني كنت أسيطر عمّا يشاهده أطفالي ووضعت وقتًا محددًا لاستخدام الموبايل، ولم يكن بالأمر الصعب. لم يكن هناك صراعات على فترة الإستخدام وذلك لأنني لم أكن أتصرّف تجاه الموبايل والإنترنت والتكنولوجيا على أنّه تابو أو أمر ممنوع عليهم.
في الحقيقة، لجأت إلى برامج تصميم تطبيقات الهواتف الذكية مجانا ولم أسمح لهم باستخدام موبايلي أو موبايل والدهم، بل موبايلًا قديمًا كان في الجرور. عليه، حمّلت تطبيقات مدروسة لتنمية مهارات الأطفال اللغوية والذهنية، وحددت المواقع التي يمكنهم الدخول إليها عبر خاصيّات مميّزة في يوتيوب وغوغل.
أنا أمّ تسمح لأطفالها باستخدام الموبايل لأنني أدفع ثمن التطبيقات التي يستخدمونها وأشترك في القنوات الخاصّة بهم، تجنّبًا لأي محتوى قد يسيء إلى استخدام التكنولوجيا. وقد اعتمدت طريقة ضبط اليوتيوب للأطفال وحمايتهم من المحتوى السيّء.
نعم! للتكنولوجيا حسنات! كنت قد قرأت دراسة جديدة عن آباء الأطفال الناجحين الذين لا يقلقون بشأن وقت الشاشة. تتكلّم الدراسة حول علاقة الأطفال بالتكنولوجيا ونجاحهم في المدرسة، مشيرةً إلى أنه في أكثر من 350.000 مراهقًا، ارتبط لديهم استخدام التكنولوجيا بنسبة 0.4% فقط من الفروق الإجمالية في الصحة العقلية للمراهقين.
كما وجدت أن أنجح الآباء لا يقضون وقتًا في القلق بشأن مقدار الوقت الذي يقضيه أطفالهم على الأجهزة الرقمية. بدلًا من ذلك، يقومون بتعليم هذه المهارات الثلاث لمساعدة أطفالهم على أن يصبحوا “أذكياء بالتعامل مع الشاشة”. وهذا ما فعلته، علّمت أطفالي التالي:
- كيفية تقييم وسائل الإعلام
- كيفية رسم حدود الشاشة
- كيفية استخدام الشاشات بطريقة جيدة
أخيرًا، أطفالنا هم رجال المستقبل، رجال التكنولوجيا، فحرمانهم منها لنحميهم ليست حجة مقنعة، بل تزويدهم بكل ما يحتاجونه ليحموا هم أنفسهم عند استخدام الإنترنت هي الخطوة الأساس، وهكذا تكون التربية الإيجابية.