لكلّ هرمونٍ من هرمونات الجسم وظيفة مميزة خاصة به، ووجودها جميعاً ضروري في الوقت المناسب والكميات المناسبة من أجل حدوث حمل وإنجاب، والدليل على ذلك اعتماد الكثير من علاجات العقم على زيادة الهرمونات الصناعية أو الحد من إنتاج الهرمونات الطبيعية من أجل إرساء التوازن الصحيح.
الخصوبة ومتلازمة تكيّس المبايض
وقد تتأتى مشاكل الخصوبة عن عدم تعرّف المبيضين والرحم على الهرمونات وعدم استجابتها لرسائل هذه الأخيرة. وفي كثير من الأحيان، يحدث هذا الأمر نتيجة مشكلة جسدية معيّنة، على غرار الأكياس والجروح والأورام. وفي مثل هذه الحالات، ستكون الجراحة الحل الناجع لإزالة العوائق وإنعاش الخصوبة. وفي أحيانٍ أخرى، قد تتمخّض مشاكل الخصوبة عن أعطال تُصيب أجزاء مختلفة من الجسم أو إنتاج أنواع أخرى من الهرمونات. فالكثير من الكوليسترول مثلاً يؤثر سلباً في إنتاج الستيرويدات (الأستروجين والبروجيسترون والتيستوستيرون) ، في حين يُسهم قصور الغدة الدرقية في رفع إنتاج الهرمونات الدرقية مع التخفيف من إنتاج هرمونات أخرى. إلى ذلك، تتأتر الهرمونات الجنسية بالوزن والسمنة. فالدهون تزيد مستويات الأستروجين في الجسم، الأمر الذي يعرقل قدرة المرأة على الإباضة ويخفّف بالتالي من إمكانيات إنجابها. هذا من الممكن لنظامٍ غذائيٍّ قاسٍ أن يخفّض معدلات الأستروجين إلى حدٍّ لا تعود معه كافية لإحداث إباضة. وبناءً على ما تقدّم، يمكن اعتبار الهرمونات هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن نجاح الحمل أو فشله. فلتحافظي على توازنها ولا تلوميها كثيراً على الانتفاخ والحساسية وتقلبات المزاج التي تختبرينها كل شهر قبل الدورة الشهرية!