قبل سنوات عديدة، كانت فكرة إحتياز شخص غير راشد على هاتف محمول لتبدو غير محبّذة ومستبعدة، خصوصاً أنّ الهواتف لم تمتلك وقتها الخاصيات الإلكترونية المتطورة التي تتميّز بها الآن، وكانت تستعمل فقط للإتصال…
ولكن، ومع تبدّل الأزمان وتطوّر التكنولوجيا، باتت "موضة" إحتياز المراهقين، وحتى الأطفال على هواتف ذكية تنتشر بشكل واسع، واضعة كلّ والدين أمام السؤال الكبير: "ما هو العمر الأدنى الذي أستطيع فيه شراء هاتف محمول لإبني؟" المرحلة ما قبل إتخاذ القرار:
قبل إتخاذ أي قرار في هذا الخصوص، من الضروري أن تسألي نفسكِ ما إن كانت هناك حاجة فعلية للهاتف، كبعد مدرسة طفلكِ عن البيت وحاجته للتنقل بمفرده بعيداً من إشرافكِ وبالتالي ضرورة التواصل معكِ أو مع والده بهذا الأسلوب. بعد ذلك، ركّزي على سجّل طفلكِ في الماضي وتصرفاته ما إن كانت تظهر حسّ عالِ من المسؤوليّة، وإنصياعه للأوامر والقوانين في المنزل، بالإضافة إلى مدى إهتمامه بأغراضه الشخصية.
ما هي المرحلة العمرية الأنسب لإقتناء هاتف محمول؟
في حين أنّ كلّ حالة تختلف عن الأخرى ولكلّ منزلٍ ظروف خاصّة به تفرض أو تنهي إقتناء طفلكِ للهاتف المحمول، يشير الخبراء إلى أنّ العمر الأمثل لإعطائه هذا الإمتياز هو خلال المرحلة المدرسية المتوسطة، أي ما بين الـ12 والـ14 عاماً، إذ إنّ مع بلوغه هذا العمر، يكون المراهق قد سبق وكوّن درجة وعي معينة تخوّله حمل هذه المسؤولية من دون التعرّض لسلبياتها بشكل كبير. ولكن، وفي كل الأحوال، عليكِ قياس تداعيات القرار الذي تتخذينه مع زوجكِ، إن كان بالموافقة أو الرفض.
- ماذا لو قلتِ له "نعم": تذكرّي أن الهاتف المحمول الذكي هو بمثابة حاسوب! فإعطاء طفلكِ إياه يمنحه القدرة على الوصول لأمور كثيرة بواسطة الإنترنت. خذي هذا الموضوع بعين الإعتبار قبل إتخاذ القرار ما إن كان جاهزاً لهذه الخطوة، كما إحرصي عند الموافقة على وجود الرقابة اللازمة وخلق بعض القوانين في ما يتعلّق باستخدام بعض التطبيقات، وبالأخص مواقع التواصل الإجتماعي، وتلك الخاصّة بالدردشة مع الأصدقاء.
- ماذا لو قلتِ له "كلّا": في حال قمت بحسبان كلّ الظروف، وقرّرت أنه غير مستعّد بعد لحيازة هاتف، وبالأخص هاتف ذكي وما يوفّره من ولوج إلى الإنترنت، تأكّدي من أن طفلكِ لا يحتاج بالفعل الى التواصل معكِ وإقتناء هاتف محمول لحمايته. في تلك الحالة، بإمكانكِ الإستعانة بجهاز تعقّب مثلاً تضعينه في جيب أو حقيبة طفلكِ لحمايته من الضياع، كما أنّ بإمكانكِ الإستفادة من إبتكار حديث في هذا الخصوص يأتي على شكل ساعة، ويتيح لكِ الإتصال بطفلكِ، كما أنّه يستطيع هو بنفسه الإتصال بكِ من دون توفير أي ولوج لأمور أخرى ليس مستعدّاً لها بعد.
إقرئي المزيد: خطوات الديتوكس الرقمي لكل أسرة!