سنكشف لكِ عن العلاقة بين هرمونات الحمل والنفسيه المُرهقة في هذا المقال الجديد على موقعنا، حيث سنعرض من خلاله أبرز المشاكل التي تواجه الحامل من الناحية النفسيّة، وسنقدّم عبره أهمّ النصائح والتوجيهات التي تضمن التعامل مع هذه المشاكل.
تعتبر فترة الحمل من أهمّ وأدقّ المراحل التي تمرّ بها المرأة في حياتها، فخلالها تحدث تغيرات جسدية ونفسية هائلة نتيجة التغيرات الهرمونية التي تؤثر على الجسم والعقل، الأمر الذي قد يجعلها تشعر بالانزعاج في معظم الأوقات.
تأثير هرمونات الحمل على النفسية
ما هي طبيعة العلاقة بين هرمونات الحمل والنفسيه ؟ تؤدي هرمونات الحمل دورًا مزدوجًا، فهي تعمل على تهيئة الجسم لاستقبال الجنين ونموه، وفي الوقت نفسه تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي والمزاج، لذلك سنشرح لكِ التفاصيل في ما يلي:
الاستروجين
يعد الاستروجين أحد أهم هرمونات الحمل، حيث يرتفع مستواه بشكل كبير خلال الثلث الأول من الحمل، ويستمر في الارتفاع حتى يصل إلى ذروته في الثلث الثالث، وهو يتميّز بتأثيره المباشر على الجهاز العصبي المركزي، ويمكن أن يؤدي إلى تحسين المزاج والشعور بالرفاهية في بعض الأحيان، ومع ذلك، فإن ارتفاع مستوياته يمكن أن يسبب تقلبات مزاجية حادة، حيث تشعر المرأة في بعض الأوقات بالسعادة والنشاط، وفي أوقات أخرى قد تشعر بالاكتئاب الحاد والقلق.
البروجستيرون
البروجستيرون، هو هرمون آخر يرتفع مستواه بشكل ملحوظ خلال الحمل، وهو يساعد على تثبيته ويعمل على تهيئة الرحم لاستقبال الجنين، أمّا من الناحية النفسية، يُعتبَر مسببًا رئيسيًا للشعور بالتعب والإرهاق، حيث يمكن أن يزيد من حساسية المرأة للضغط النفسي والقلق، مما يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب والاضطراب العاطفي.
هرمونات الغدة الدرقية
تؤدّي هرمونات الغدة الدرقية دورًا حيويًا في تنظيم عملية الأيض وتوازن الطاقة في الجسم، لذا فإنّ حدوث أيّ خلل في مستوياتها خلال الحمل يمكن أن يؤدّي إلى حدوث اضطرابات نفسيّة مثل القلق والاكتئاب، حيث يمكن أن تواجه المرأة الشعور بالإرهاق المستمر وعدم القدرة على أداء الأنشطة اليومية.
التحديات النفسية الشائعة خلال فترة الحمل
تواجه النساء العديد من التحديات النفسية خلال فترة الحمل، والتي يمكن أن تكون مرهقة ومؤثرة على نوعية الحياة، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
- القلق والخوف: من الطبيعي أن تشعر المرأة الحامل بالقلق والخوف من المستقبل، لا سيّما صحّة الجنين، والولادة، والتغيرات التي ستطرأ على حياتها بعد الولادة، الأمر الذي يؤدّي إلى إصابتها بالإجهاد النفسي.
- الاكتئاب: يعدّ الاكتئاب خلال الحمل حال شائعة، حيث يمكن أن تؤدّي التغيرات الهرمونية إلى الشعور بالحزن واليأس، لذا قد تجد النساء أنفسهن يبكين من دون سبب واضح، كما قد يشعرن بفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كنّ يستمتعنَ بها سابقًا.
- التقلبات المزاجية: تعاني النساء الحوامل من تقلبات مزاجية حادة، حيث يمكن أن تتغير مشاعرهن بشكل مفاجئ وسريع من الفرح إلى الحزن أو الغضب، لذا يمكن أن تكون هذه التغيّرات محبطة ومربكة للمرأة ومن حولها.
- التعب والإرهاق: إنّ الإحساس بالتعب والإرهاق هو جزء طبيعي من الحمل بسبب التغيرات الهرمونية والجسدية التي تحصل خلال هذه الفترة، وهذا يمكن أن يكون مرهقًا نفسيًا وجسديًا، ويؤدي إلى الشعور بالإحباط والعجز.
الاستراتيجيات الوقائية للحفاظ على الصحة النفسية خلال فترة الحمل
من المهم أن تتبع المرأة الحامل استراتيجيات للحفاظ على صحتها النفسية خلال هذه الفترة الحساسة، والتي تضمن لها التحكّم بتغيّرات مستويات هرمونات الحمل والنفسيه المُتعبة، لذلك سنقدذم لكِ أبرزها في ما يلي:
الرعاية الذاتية
ينبغي على المرأة الحامل أن تهتم برعاية نفسها، وذلك من خلال الحصول على قسط كافٍ من النوم، تناول غذاء صحي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية المناسبة مثل المشي أو اليوغا. هذه العادات الصحية يمكن أن تحسن المزاج وتقلل من مستويات التوتر.
الدعم الاجتماعي
إنّ الحصول على دعم من العائلة والأصدقاء يمكن أن يكون له تأثير كبير على الحال النفسية، لذا فإنّ التحدث مع الأشخاص المقربين حول المشاعر والمخاوف يمكن أن يخفف من الشعور بالضغط النفسي، كذلك يمكن أن تكون المشاركة في مجموعات دعم الأمهات الحوامل مفيدة، حيث يمكن تبادل التجارب والمشاعر مع نساء يمرون بنفس المرحلة.
الاسترخاء والتأمل
يمكن أن تساعد ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، اليوغا، أو تمارين التنفس في تقليل مستويات القلق والتوتر، فهذه التقنيات تساعد على تحقيق الهدوء الداخلي وتحسين التركيز النفسي.
الاستشارة النفسية
في حال كانت المرأة تشعر بأنها غير قادرة على التعامل مع الضغوط النفسية بمفردها، يمكن أن تكون الاستشارة النفسية خيارًا جيدًا، لذا فإنّ التحدث إلى مختص نفسي يمكن أن يساعد في معالجة المشاعر السلبية وتطوير استراتيجيات للتكيف مع التحديات النفسية.
تعتبر فترة الحمل فترة حساسة تتطلب اهتمامًا خاصًا بالصحة النفسية، فالتغيرات الهرمونية التي تحدث خلالها تؤدي إلى مواجهة مجموعة متنوعة من التحديات النفسية، مثل القلق والاكتئاب والتقلبات المزاجية، لذا من الضروري أن تكون المرأة على دراية بالتغيرات التي تمر بها وأن تسعى للحصول على الدعم عند الحاجة لضمان سلامتها وسلامة جنينها، فالاهتمام بالصحة النفسية ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة لضمان تجربة حمل صحية وآمنة، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفية التعامل مع التقلبات المزاجية خلال الحمل.