إن كنت تعتقدين أنّ الضغوط النفسية تصيب الراشدين فقط فأنت مخطئة؛ إذ حتّى طفلك قد يكون عرضة لضغوط تساهم في ظهور اضطرابات عديدة في سلوكه ونشاطه. لا تفكّري كثيراً للبحث عن الأسباب فطفلك كإناء زجاجي هشّ قد يتأثّر بكل ما يدور من حوله. ومن أهم العوامل التي قد تدهور حالته النفسية تبدأ من المنزل وتتمثّل بالتفكّك الأسري، العلاقة المتوتّرة بين الوالدين، وفاة أحد الوالدين، أو حتّى التمييز من قبل الأهل بين طفل وآخر.
ومن ناحية أخرى، قد تكون المدرسة إحدى مصادر الضغوط النفسية على الطفل سواء من حيث إنشاء الصداقات أو صعوبة المنهج وغيرها من المشاكل العديدة. ومن هنا ينشأ السؤال: كيف ترسم هذه الضغوط ملامحها على حياة طفلك؟ تظهر هذه المشكلة من خلال اضطرابات عديدة تقلق راحة طفلك. لاحظي أوّلاً الاضطرابات النفسية كالشعور بالخوف، الحزن، القلق، والشعور بالذنب. كما قد تظهر اضطرابات أخرى تلفت انتباهك مثل اضطرابات النوم التي تظهر من خلال الكوابيس، كثرة النوم، والبكاء قبل النوم أو حتى المشي أثناءه.
ولا يقتصر الأمر على هذه الأعراض فقط بل يتعدّاها أحياناً ليتمثّل باضطرابات جسدية كالتبول اللا إرادي، اضطرابات الكلام، فقدان الشهية والاضطرابات المعوية. ولعلّ واحدة من أبرز العلامات التي ستلاحظينها هي التأخر الدراسي إن كان في مادة معيّنة أو في كافة المواد بشكل عام. دورك مهم لمساعدة طفلك على اجتياز هذه المرحلة، ما الذي يمكنك القيام به؟ تحدّثي إليه وأمّني له محيطاً هادئاً، فالاسترخاء العائلي عنصر مهم في المحافظة على صحة الطفل والعائلة على حدّ سواء .