" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "، إنّ هذه الآية القرآنية الكريمة لم تنتج من عدم، فلولا فوائد الصيام العديدة لَما طُلب منّا الصوم في شهر رمضان الفضيل. وعلى الرغم من أنّ الكثيرين يعتبرون فترة الصوم واجب ديني فحسب، إلّا أنّ الأمر لا يتوقّف في الواقع عند المنحى الروحي بل يتّخذ منحىً إضافياً يرسم فوائده على صحة الإنسان أيضاً.
بعد أن انتقد العديد من أخصائيي التغذية عملية الصيام وفترة الإمساك لوقت طويل وتحدّثوا عن تأثيره السلبي على الصحة، لم يتوافق رأيهم مع نتيجة دراسة حديثة توصّلت إلى أنّ الصوم يعمل على دفع الخلايا الجذعية في الجسم إلى إنتاج كريات بيضاء جديدة تحارب الجراثيم والعدوى، ما يعني تعزيز الجهاز المناعي.
ووفقاً للبروفيسور والعالم البيولوجي "فالتر لونغو"، إنّ الصوم يحفّز الخلايا الجذعية لإعادة بناء الجهاز المناعي في الجسم بأكمله. كما أوضح أنّه خلال فترة الصوم يتخلّص الجسم من الأجزاء التالفة في الجهاز المناعي أو تلك التي لم تعد فاعلة. والإمساك لفترة طويلة يدفع الجسم إلى استهلاك ما خزّنه من سكر ودهون ولكنّه في الوقت نفسه يقوم بتفتيت كمية كبيرة من كريات الدم البيضاء أيضاً، ما يستدعي تدخّل الخلايا الجذعية لإنتاج بدائل جديدة تعوّض عنها وبذلك تجديد جهاز المناعة.