هل تلاحظين دائمًا على نفسك أنك تبكين على أبسط الأمور؟ لربما ما لديك يسمى بمتلازمة العبء العاطفي إليك عوارضه وأبرز الطرق للتعامل معه عند الأمهات.
“ستقاومين وتتحملين وتتجاوزين حتى تصلي إلى اللحظة التي تجدين فيها نفسك خلالها تبكي لأن أحدهم قدم لك كوبًا من الشاي دون مقدار السكر الذي تفضلينه” بهذه الطريقة انتشرت هذه الدعابة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشاركها العديد من الأشخاص، وبغض النظر عن روح السخرية والدعابة والبساطة التي تحملها المقولة السابقة، إلا إنها تشرح بوضوح معنى العبء العاطفي الذي يحمله قبلك. وقد يهمك 5 عادات يومية تجعلك أكثر سعادة مع تقدمك في السن، بحسب علم النفس
أنت ممتلئة بالمشاعر السلبية
يوضح موقع “فيري ويل مايند” أن مصطلح العبء العاطفي يدل بشكل واضح على المشكلات العاطفية والضغوطات ومشاعر الألم التي مررت بها سابقًا، والتي لم تتم معالجتها بشكل جيد ونهائي وهو الأمر الذي يجعلها تتراكم وتشغل مساحة في ذهنك وتؤثر على حاضرك بمختلف جوانبه من أبسط المهام إلى أعقدها.
تؤكد الطبيبة النفسية السريرية والأستاذة في جامعة هارفارد “سابرينا رومانوف”، على أن العبء العاطفي يمكن اعتباره في الأساس صدمة “غير معالجة”. جميعنا نمر بتجارب سلبية وأزمات وصدمات خلال حياتنا، المشاعر التي لم تتم معالجتها أو التعامل معها لن تختفي من تلقاء نفسها، بل سيظل الشخص يحملها بداخله وفي قلبه. وقد يهمك أسباب شعورك المستمرّ بالذنب والتقصير تجاه عائلتكِ وكيفيّة تفادي مضاعفاته
يشير موقع “سيكولوجي توداي” إلى أن العبء العاطفي الذي يُعاني منه الكثيرون يمكن أن يتضمن المشكلات العاطفية التي لم يتم حلها منذ مرحلة الطفولة من ضمنها الصدمات الحادة، والإيذاء الجسدي، والنفسي، والجنسي، والضغوطات المستمرة، والمشكلات الأسرية، وغيرها من التجارب السلبية التي شكلت مواقفنا وعواطفنا وسلوكنا وأثرت بشكل ضار على حياتنا الحالية.
من هذه التجارب السلبية المبكرة والأفكار والعواطف والسلوكيات أصبحت مرتبطة وراسخة في اللاوعي الخاص بك مثل “أمتعتك”، ولهذا السبب سميت هذه المشاعر بالأمتعة العاطفية، وللأسف هذه المشاعر باتت بمثابة قوى خفية تشكل حياتك، وتدفعك للتقدم، ولكن باتجاه غير صحي وخاطئ.
أعباء ثقيلة لا تعرفين أسبابها
تكمن المشكلة الرئيسية أنك قد لا تدركين معاناتك من العبء العاطفي والسبب هو أن عملية تخزين المشاعر هذه عادة ما تكون غير واعية، وبالتالي أنت فقط تدركين أنك تفكرين كثيرًا وتتصرفين بطرق سلبية ومدمرة لذاتك. وعندها في البحث العميق ستصلين إلى كمية المشاعر والمواقف السلبية المدفونة في اللاوعي خاصتك.
العوارض التي تشير إلى إصابتك بالعبء العاطفي
انعدام الثقة
استخدام تجارب الماضي المؤذية كدليل أو مثال لما يمكن توقعه في علاقاتك الحالية.
الغضب
إن مشاعر الغضب الناتجة عن تعرضك لصدمات عدة خلال الطفولة، والتي لم يتم حلها وعلاجها، سيؤثر بشدة على قدرتك في التعامل مع مشكلات الحياة وحتى البسيط منها بطريقة صحية. وتابعي هنا حيل غير متوقّعة تحسّن مزاجكِ وتساعدكِ على الاسترخاء في غضون دقائق!
الخوف
غالبًا ما تكون مشاعر الخوف دلالة على العبء العاطفي، فقد يؤدي الخوف من تكرار التجارب المؤلمة مرة أخرى إلى الرغبة في العزلة والانغلاق العاطفي.
ردود الفعل العنيفة
إن ردود فعلك العاطفية العنيفة تجاه مواقف معينة ولربما مواقف بسيطة يمكن أن يدل على المعاناة من العبء العاطفي.
الشعور بالذنب والندم
يولد العبء العاطفي شعورًا كبيرًا بالذنب والندم، وهذا ما يؤثر على الصحة العقلية ويؤدي إلى عوارض القلق والاكتئاب. وهنا اكتشافات علميّة جديدة تحارب القلق والاكتئاب وتتحكّم بمضاعفاتها
كيف يمكنك التعامل مع العبء العاطفي؟
فيما يلي مجموعة من الطرق الفعالة التي ستمكنك من التعامل بفعالية مع مشاعر العبء العاطفي، لربما تخفف عنك وتساعدك في المضي قدمًا بحياتك، وهذه الطرق هي:
تطوير الوعي الذاتي
تطوير وعيك الذاتي واليقظة الذهنية لديك لتحديد وفهم العبء العاطفي يجعلك مدركة لمشاعرك وأفكارك، هنا يجب إلقاء نظرة تحليلية على الاتجاه الخاطئ الذي تسلكينه بسبب شعورك بالعبء العاطفي، وتحديد كيف يؤثر ذلك على سعادتك وصحتك العقلية، والجسدية وعلاقاتك وتطلعاتك المستقبلية.
تغيير طريقة التفكير
قد يزداد الشعور بالعبء العاطفي حدة وخاصة عندما يتخيل لك أنك وحيدة في الحياة وتتعرضين للأذى لوحدك. هنا يجب أن تغيري من طريقة تفكيرك، وأن تعلمي أن كل شخص في حياته تعرض للأذى أو لمعاملة سيئة في مرحلة ما من حياته، ولكن الفرق بين هؤلاء الأشخاص هو من تعلم من التجربة ولم يستسلم لا بل طور من حياته بشكل إيجابي.
التركيز على الحاضر
بطبيعة الحال يميل بعض الأشخاص الذين يعانون من الصدمات التي لم يتم حلها إلى التفكير المستمر في تجاربهم السلبية السابقة. ولكن من المهم أن تدركي وتحددي متى تستجيبين لحاضرك من خلال الماضي ومتى يكون عليك التركيز بشكل كامل في الحاضر فقط وعيش اللحظة الحالية.
عدم إنكار المشاعر السلبية
سيكون عليك الاعتراف بتجربتك المؤلمة ومشاعرك السلبية التي نتجت عنها، هذا الاعتراف بالغ الأهمية، لأن إنكار المشاعر السلبية لن يؤدي إلا إلى تضخيمها.
ممارسة الرعاية الذاتية
قد يكون تكرر هذا الكلام على مسامعك، ولكن كوني على ثقة أن طعامك المتوازن وأسلوبك الصحي في ممارسة حياتك من خلال الرياضة الدائمة والنوم الصحي والمتوازن سيخفف عنك هذه الأعباء ويعيد إليك نشاطك وثقتك بنفسك. واكتشفي علاقة الصحة النفسية بالصحة الجسدية وثيقة وهذه هي العلامات!