تواجه معظم الأمهات تحديات كبيرة في تربية أبنائهن، ويعتبر شعور الذنب وتأنيب الضمير والتقصير جزءًا لا يتجزأ من تجربة الأمومة، وعلى الرغم من أن هذه المشاعر قد تكون طبيعية، إلا أنها تمثل تحديات نفسية قد تؤثر على حياة الأمّ وعلاقتها بأطفالها، لذلك سنستعرض أسباب هذه المشاعر وكيفية التعامل معها لضمان تحسين المزاج العام.
إنّ الشعور بالذنب والتقصير ليس غريبًا عن الأمهات، بل يعدّ ظاهرة شائعة ومشتركة تعرف باسم “ذنب الأم” أو “Mom guilt”، ويتسبب في تحميلها مسؤوليات هائلة تتعلق بتوقعات المجتمع منها كأم.
الأسباب المحتملة لهذه المشكلة
قد تتعدّد أسباب شعوركِ المستمرّ بالذنب، ألّا أنّها وبجميع أشكالها تؤثّر على قدرتكِ على تقوية العلاقة بينك وبين طفلك أو حتّى عائلتكِ، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
- التوقعات الاجتماعية: تتأثر الأم بتوقعات المجتمع حول دورها الاجتماعي كأم ورعاية أبنائها بشكل كامل، وهذا ما يضع عليها ضغوطًا كبيرة ويزيد من احتمالية شعورها بالتقصير.
- الخطأ في تربية الطفل الأول: يعدّ تربية الطفل الأوّل تحديًا خاصًا، حيث تواجه الأم تحديات جديدة وتشكك في قدرتها على تقديم الرعاية الكاملة، لذا قد تشعر بالذنب إذا ما اعتبرت تلك التجربة غير مثالية.
- الرضاعة الطبيعية والفطام: يتسبب القلق حول الرضاعة الطبيعية والفطام في إضافة طبقة إضافية من الضغط على الأم، خاصةً إذا كانت تشعر بعدم القدرة على تحقيق التوازن بين الرعاية والحياة الشخصية.
طرق التعامل الموصى بها
إذا كانت الأمّ تعاني من الذنب بشكلٍ مستمرّ، فالأفضل لها أن تخضع للعلاج المناسب بدلًا من الاستهتار والاستخفاف بالمضاعفات الممكنة، لذلك سنعرض لكِ أبرز الخطوات العلاجيّة في ما يلي:
- تفهم الشعور بالذنب: يكون الخطوة الأولى في التغلب على هذه المشاعر هو تفهم الأم لطبيعة تلك المشاعر وأنها ليست وحدها في تجربتها.
- التوقّف عن السعي للكمال: يجب على الأم أن تتوقّف عن السعي لتحقيق الكمال والقبول أنها إنسانة قد تخطئ وتتعلم.
- الاعتناء بالنفس: يجب على الأم الاهتمام بنفسها والحصول على وقت للراحة والاسترخاء، حتى تتمكن من تقديم الرعاية بشكل أفضل.
- تقييم أداءها بشكل عقلاني: يساعد تقييم أداءها بشكل عقلاني في التعرف على الجوانب التي تحتاج إلى تحسين والتغلب على مشاعر التقصير.
- البحث عن دعم نفسي: قد يكون اللجوء إلى المساعدة النفسية، سواء من خلال المحادثات مع أصدقاء أو استشارة محترف نفسي، خطوة هامّة للتغلب على هذه المشاعر.
في الختام، إن الشعور بالذنب والتقصير هو تحدي يواجهه العديد من الأمهات، ولكن من خلال فهم أسبابه والتعامل بشكل صحيح معه، يمكن تجاوز هذه المشاعر وبناء علاقة صحية وإيجابية مع الأطفال والعائلة، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ حيل غير متوقّعة تحسّن مزاجكِ وتساعدكِ على الاسترخاء في غضون دقائق.