تُعَدّ المعاناة من اعراض القولون عند الاطفال من المشاكل الصحية التي تثير قلق العديد من الأمهات، خاصة عندما تبدأ العلامات في التأثير على حياة الطفل اليومية. وهي عادةً ما تتنوّع بين الألم المزمن في البطن، والانتفاخ، والتغيرات في عادات الإخراج. لذلك، من الضروري التعرف على العلامات المبكرة لهذه المشكلة لاتخاذ التدابير اللازمة قبل أن تتفاقم.
في هذا المقال، سنسلط الضوء على العلامات التي تشير إلى معاناة الطفل من القولون العصبي أو الالتهابات المرتبطة به. سنتناول الأسباب التي تقف وراء هذه المشكلة، إضافة إلى الطرق العلمية والطبيعية التي تساعد في علاج القولون لدى الأطفال. نهدف من خلال هذا المقال إلى تمكين الأمهات من التعرف على العوارض وكيفية التعامل معها بفعالية.
كيف تعرف أن طفلك يعاني من القولون العصبي؟
ما هي اعراض القولون عند الاطفال ؟ هناك العديد من العلامات التي تشير إلى وجود اضطراب في القولون عند الطفل، ويمكن ملاحظتها بسهولة إذا تمت مراقبة سلوك الطفل وعوارضه الجسديّة. لذا، سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
ألم البطن المتكرّر
تُعَدّ المعاناة من ألم البطن من أكثر العوارض شيوعًا، حيث يشعر الطفل بألم مستمر أو متقطع في هذه المنطقة، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بتناول الطعام أو الشعور بالجوع. وفقًا لدراسة نشرتها American Academy of Pediatrics، يعاني ما يقرب من 25% من الأطفال المصابين بألم البطن المزمن من متلازمة القولون العصبي. ممّا يبرز أهمية مراقبة هذا العرض.
انتفاخ البطن وزيادة الغازات
لا شكّ أنّ الانتفاخ هو علامة واضحة على وجود اضطراب في حركة الأمعاء. حيث يشعر الطفل بامتلاء البطن بعد تناول الطعام، ويزداد شعوره بالضيق بسبب تراكم الغازات.
التغيّرات في عادات الإخراج
تُعَدّ التغيرات الملحوظة في طبيعة الإخراج من علامات اضطراب القولون. قد يعاني الطفل من إمساك شديد أو إسهال متكرر، وأحيانًا من التناوب بينهما. أوضحت دراسة في National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases أن القولون العصبي غالبًا ما يرتبط بتغيرات غير منتظمة في حركات الأمعاء لدى الأطفال.
التعب العام وقلّة النشاط عند الأطفال
بسبب سوء امتصاص العناصر الغذائية وتكرار الألم، قد يظهر الطفل علامات التعب والإرهاق المستمر.
ما هو سبب التهاب القولون عند الأطفال؟
بعد التعرّف على اعراض القولون عند الاطفال في ما سبق، ما هي أسباب المعاناة من هذه الحال؟ لفهم كيفية الوقاية والعلاج، يجب على الأم معرفة الأسباب التي تؤدّي إلى ظهور التهاب القولون عند الأطفال. لذا، سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
التوتّر والقلق النفسي
يُعَدّ الشعور بالتوتّر من أبرز الأسباب التي تؤثر على صحة القولون لدى الطفل. فالأطفال الذين يعانون من ضغط نفسي في المدرسة أو في المنزل غالبًا ما يظهرون عوارض المعاناة من هذه المشكلة. تشير National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases إلى أنّ الشعور بالتوتر والقلق يمكن أن يزيد من تأثّر الأمعاء لدى الأطفال، ممّا يؤدي إلى تفاقم العوارض.
الحساسية الغذائيّة
قد تؤدّي المعاناة من الحساسية تجاه أطعمة معينة مثل اللاكتوز أو الغلوتين إلى التهاب الأمعاء وتفاقم عوارض القولون.
نقص التوازن في بكتيريا الأمعاء
تؤدّي البكتيريا النافعة دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي. أيّ اختلال في هذا التوازن يمكن أن يؤدي إلى تأثّر الأمعاء. أكّدت دراسة نشرتها Journal of Gastroenterology على أن استخدام البروبيوتيك يمكن أن يساعد في تحسين التوازن البكتيري وتقليل الالتهابات.
التهاب الأمعاء الناتج عن عدوى
قد تكون العدوى البكتيرية أو الفيروسية في الجهاز الهضمي السبب وراء التهاب القولون لدى الطفل. هذه الحالات تحتاج إلى علاج فوري لتجنّب أيّ مضاعفات.
كيف أعالج القولون عند الأطفال؟
لحسن الحظ، يمكن علاج اعراض القولون عند الاطفال بطرق طبيعية وفعالة إذا تم التعامل مع المشكلة مبكرًا. تركّز العلاجات على تخفيف العوارض وتحسين جودة حياة الطفل.
تعديل النظام الغذائي
يؤدّي الحصول على التغذية السليمة دورًا أساسيًا في تحسين صحة القولون. يُفضل تجنّب تناول بعض الأطعمة مثل الدهون والزيوت الثقيلة، والتركيز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه. توصي Mayo Clinic بإجراء تغييرات تدريجية في النظام الغذائي لتجنب تأثّر الجهاز الهضمي.
زيادة شرب الماء
يساعد شرب الماء في تحسين حركة الأمعاء وتقليل الإمساك، وهو أحد العوارض الشائعة لاضطراب القولون.
ممارسة تمارين الاسترخاء
قد تكون ممارسة التمارين التي تهدف إلى تقليل التوتر مثل التنفس العميق أو التأمّل مفيدةً جدًا للأطفال. هذه التمارين تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل تأثير التوتّر على القولون.
استخدام البروبيوتيك
يمكن أن يساعد تناول مكملات البروبيوتيك في تحسين توازن البكتيريا النافعة داخل الأمعاء. كما أنّ هذا العنصر متوفر في الأطعمة مثل الزبادي أو في شكل مكملات غذائية مخصّصة للأطفال.
استشارة الطبيب
في الحالات الشديدة أو عندما لا تتحسن العوارض بالعلاجات المنزلية، يجب استشارة طبيب مختص. حيث قد يصف أدوية مناسبة تخفف من تأثير العوارض أو تساعد في علاج المشكلة الأساسيّة.
في النهاية، تُعَدّ المعاناة من اعراض القولون عند الاطفال من الأمور التي تستوجب اهتمامًا خاصًا من الأمهات. يمكن لتلك العوارض أن تؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على صحة الطفل وحياته اليومية، لذا يجب الانتباه إليها مبكرًا والعمل على معالجتها بطرقٍ فعّالة وآمنة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفيّة علاج حساسية حول الفم عند الاطفال.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الاهتمام بالتغذية السليمة والابتعاد عن مسببات التوتر يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على صحة الطفل. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بالحرص على استشارة الطبيب بشكل دوري لفحص الطفل والتأكد من عدم وجود مشكلات صحية أخرى تؤثر على القولون أو الجهاز الهضمي بشكل عام.