تُعَدّ المعاناة من اعراض الخفقان النفسي من الحالات الشائعة التي يعاني منها الكثير من النساء، خاصة في فترات التوتر أو القلق. قد تشعرين فجأة بأن قلبك ينبض بسرعة غير طبيعية أو يتخطى بعض النبضات، ما يجعلك تتساءلين: هل السبب مشكلة صحية فعلية أم أن حالك النفسية تؤثر على قلبك؟ في الواقع، يؤكد العديد من الأطباء أن الخفقان يمكن أن يكون مرتبطًا بالحال النفسية. خصوصًا عند التعرض لمواقف تسبب ضغطًا عاطفيًا شديدًا.
لذلك، في هذا المقال، سنشرح كيف يمكن تمييز الخفقان النفسي عن الحالات العضوية، وسنتناول العلاقة بين الحال النفسية واضطرابات القلب. إضافةً إلى توضيح متى يكون الخفقان طبيعيًا ومتى يستدعي استشارة الطبيب.
كيف أعرف أن خفقان القلب نفسي؟
كيف تكون اعراض الخفقان النفسي ؟ تتساءل الكثير من النساء عن كيفية التمييز بين الخفقان الناتج عن مشكلة جسدية والخفقان النفسي. في الحقيقة، يمكن معرفة ذلك من خلال متابعة العوارض المصاحبة للخفقان، حيث يتميز الخفقان النفسي بعدّة علامات واضحة.

أبرز العلامات التي تدل على أن الخفقان نفسي
- يحدث في لحظات القلق أو التوتر الشديد: إذا لاحظتِ أن الخفقان يظهر عند الشعور بالخوف أو الضغط النفسي، فمن المرجح أن يكون سببه نفسيًا.
- يكون مصحوبًا بعوارض أخرى مثل التعرق أو ضيق التنفس: غالبًا ما يترافق الخفقان النفسي مع شعور بعدم الارتياح، أو الشعور بالتوتر، أو الإحساس بالدوار.
- يزول عند التهدئة والاسترخاء: إذا اختفى الخفقان بمجرد ممارسة تمارين التنفس العميق أو عند تشتيت الذهن بأمر آخر، فهذا يشير إلى أنه نفسي.
- يحدث من دون مجهود بدني كبير: في معظم الأحيان، لا يرتبط الخفقان النفسي بالنشاط الجسدي، بل يظهر فجأة من دون سبب واضح.
إضافةً إلى ذلك، وجدت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالخفقان النفسي بسبب تأثير التغيرات الهرمونية والتوتر العاطفي عليهن. لذلك، من المهم أن تكوني قادرة على التعرف على العوارض وفهم أسبابها لتجنب الشعور بالقلق الزائد.
هل الحالة النفسية تسبب خفقان القلب؟
ما هي اعراض الخفقان النفسي ؟ يعتقد البعض أن القلق والتوتر لا يؤثران على صحة القلب بشكل مباشر، لكن الأبحاث العلمية تؤكد عكس ذلك. فالحال النفسية تؤدّي دورًا كبيرًا في تنظيم عمل القلب، حيث يؤثر الجهاز العصبي على معدل نبضاته استجابةً للعواطف والانفعالات المختلفة.

كيف يؤثر القلق والتوتر على القلب؟
- تنشيط الجهاز العصبي الودي: عندما يواجه الجسم موقفًا مرهقًا، يقوم الجهاز العصبي الودي بإفراز الأدرينالين، مما يؤدي إلى تسارع ضربات القلب.
- زيادة ضغط الدم: قد يؤدّي التوتر المستمر إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من الضغط على القلب ويجعله ينبض بسرعة أكبر.
- التنفس السريع والسطحي: عند الشعور بالقلق، يصبح التنفس أسرع وأقل عمقًا، مما قد يؤثر على مستويات الأكسجين في الجسم ويؤدي إلى الشعور بالخفقان.
- اضطرابات النوم والإجهاد المزمن: عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم والتعرض المستمر للإجهاد يزيدان من احتمالية حدوث خفقان القلب بسبب التوتر.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي نوبات الهلع إلى نوبات من الخفقان الحاد، حيث يشعر الشخص بأن قلبه ينبض بسرعة كبيرة وقد يعتقد أنه يعاني من نوبة قلبية، في حين أن السبب الحقيقي هو القلق الشديد.
متى يكون الخفقان غير طبيعي؟
على الرغم من أنّ اعراض الخفقان النفسي غالبًا ما تكون غير خطيرة، إلا أن هناك حالات تستدعي مراجعة الطبيب. من الضروري التمييز بين الخفقان الناتج عن القلق والخفقان الذي قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية تحتاج إلى فحص طبي دقيق.

علامات تدل على أن الخفقان قد يكون غير طبيعي
- استمرار الخفقان لفترة طويلة من دون تحسن: إذا كنتِ تعانين من خفقان مستمر لا يختفي حتى مع الاسترخاء، فقد يكون هناك سبب طبي يستدعي الفحص.
- حدوث الخفقان مع ألم في الصدر: إذا ترافق الخفقان مع ألم في الصدر، أو ضيق في التنفس، أو شعور بالإغماء، فقد يكون ذلك علامةً على المعاناة من مشكلة قلبية.
- الخفقان بعد ممارسة مجهود بسيط: إذا كان قلبك يخفق بسرعة بعد القيام بمجهود خفيف جدًا، فقد يكون هناك خلل في وظيفة القلب أو اضطراب في ضغط الدم.
- عدم انتظام النبض بشكل واضح: في بعض الأحيان، يكون الخفقان النفسي على شكل تسارع منتظم، لكن إذا كان هناك عدم انتظام في النبض مع الشعور بضعف عام، فمن الأفضل استشارة الطبيب.
- الشعور بالإرهاق المستمر: إذا كنتِ تشعرين بالتعب المستمر حتى بعد الحصول على الراحة الكافية، فقد يكون الخفقان مرتبطًا بمشكلة صحية أخرى تحتاج إلى متابعة.
لذلك، إذا لاحظتِ أيًا من هذه العوارض، فمن الأفضل التوجه إلى الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، مثل تخطيط القلب أو تحليل الغدة الدرقية، لاستبعاد أي أسباب عضوية.
الخلاصة
بشكل عام، قد تكون اعراض الخفقان النفسي مزعجة لكنها غالبًا غير خطيرة، خاصّةً إذا كنتِ تعانين منها خلال لحظات القلق أو التوتر. ومع ذلك، من المهم الانتباه إلى العوارض المصاحبة والتأكد من عدم وجود مشاكل صحية كامنة. في كثير من الحالات، يمكن تقليل الخفقان النفسي من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، والتنفس العميق، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. ومن الجدي بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن انواع وعوارض مرض القلب.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن المرأة بحاجة إلى فهم علاقتها بين حالها النفسية وصحتها الجسدية بشكل أعمق. من الضروري أن تمنحي نفسكِ وقتًا للراحة، وأن تتعلمي كيفية التعامل مع القلق والتوتر بطريقة صحية حتى لا يؤثر ذلك على قلبك. لا يعني ذلك تجاهل العوارض، لكن من المهم التمييز بين الخفقان الطبيعي والناتج عن الضغط النفسي وبين الخفقان الذي يحتاج إلى استشارة طبية. الحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن هو المفتاح للحفاظ على صحة القلب وتقليل التوتر الذي قد يسبب الخفقان النفسي.