من الدمى، إلى الفساتين، وحتى الأكسسوارات، القرطاسية والحقائب، لا شكّ بأنّ نظرة خاطفة إلى تصاميم أغراض البنات أينما نذهب تظهر لنا مدى تأثرهنّ بثقاقة "الأميرات"، واللواتي يكنّ في معظم الأحيان بطلات لأفلام الرسوم المتحركة!
وعلى رغم أنّ فكرة تعلّق إبنتكِ بشخصية كرتونية معيّنة قد تبدو لكِ أمراً طبيعياً وغير مؤذٍ، إلاّ أن للموضوع تداعيات تجهلينها عليكِ الحذر منها جيداً!
وبالتفاصيل، فإن الفتيات، خصوصاً ما بين عمر الثانية والسابعة، يعشقن فكرة "الأميرة" ويتعلّقن بالشخصيات الخيالية بعد مشاهدة فيلم أو مسلسل من الرسوم المتحرّكة… ولكن، هل فكّرت يوماً أن الظنّ في سنّ صغير كهذا بأنّ "الأميرات" هنّ المثال الأعلى والصورة النمطية لما يجب على الفتاة أن تكونه قد ينعكس على إبنتكِ سلباً في المستقبل؟
تأثيرات مستقبليّة خطيرة
فرغم براءة المشهد، وعلى الأرجح حسن النية، إلاّ أنّ فكرة التشديد على مبدأ الأميرة في الأفلام الخيالية للأطفال يعطي الفتيات إنطباعاً خاطئاً بأنّه من السيء أن يكنّ مختلفات، ولا يتصرّفن أو يرغبن بالقيام بالأمور التي تقوم بها بطلات هذه الأفلام، مثل إرتداء الفساتين الجميلة المنفوشة، والرقص بكلّ أنوثة على أنغام الموسيقى الكلاسيكية، ناهيكِ عن إنتظار "أمير الأحلام" الذي سينقذها ويحقّق لها السعادة الأبدية بعد وقوعهما في الحبّ من النظرة الأولى.
فنحن بإدخال هذه الأفلام بشكل مكثف إلى منازلنا وكأننا نقول لبناتنا: "إياكِ أن تكوني مختلفة، وإلاّ فلن تكوني محبوبة وتحقّقي السعادة في حياتكِ!".
قد تظنين أنّ الأمر مبالغ به ومجرّد تضخيم، ولكن كلّ ما يتعرّض له الطفل في هذا السنّ الصغير يصقل شخصيته، ونظرته تجاه نفسه في المستقبل. فالفتاة نفسها التي تحلم بأن تكون كالأميرة في سنّ الخامسة، ستنظر إلى عارضات الأزياء على أغلفة المجلات بالطريقة نفسها في سنّ المراهقة، وتحلم أن تكون مثلهنّ، مقارنة نفسها بصورهنّ "الخيالية" أيضاً، ما يصعّب عليها أن تتقبّل ذاتها الحقيقية.
تعديلات تبشّر خيراً…
وهنا، لا بدّ من التوقف عند المجهود الجديد الذي تقوم به الجهات المنتجة لأفلام الأطفال، وعلى رأسها "ديزني"، التي عمدت أخيراً إلى تغيير هذه المفاهيم ولو بشكل خجول، من خلال "أميرات" حديثات يشبهن الواقع بشكل أكبر بعيداً من الأنوثة المفرطة ولحظات "الحب" من النظرة الأولى.
ما العمل؟
لذلك، ولبناء صورة جسد إيجابية لدى طفلتكِ تنمو معها مستقبلاً، وتربية فتاة قويّة ومستقلة، حاولي الحد من تعريضها للشخصيات الخيالية المثالية، وشجّعيها الى التطلع نحو بطلات "يشبهنها" لا يبتعدن عن الواقع، مثلاً من خلال القصص التي تقومين بسردها لها قبل النوم، إن لم تتوفّر هذه المواصفات في أفلام الرسوم المتحرّكة الموجودة حالياً.
على أمل أن نشاهد في المستقبل القريب أميرةً لا تضع المكياج أو تصفّف شعرها على الدوام، ترتدي سروال الجينز وأحذية الرياضة، وتعاني ربما من حب الشباب أو حتى الوزن الزائد، لتكون خاتمة قصتها مع وصولها "للسعادة الأبدية" بعد تحقيق أحلامها وطموحاتها!
إقرئي المزيد: نصائح مفيدة لأمّ البنات