هل دخلت دوامة الإكتئاب ما بعد الولادة؟ إنّها فترة صعبة ولها تأثيرات سلبية كبيرة على عمل جسمك وعلاقاتك، أكشف لك عن تجربتي في هذه المقالة.
إنّ اكتئاب ما بعد الولادة مختلف عن الكآبة النفاسية من حيث المدّة والتأثير على عمل الجسم ووظائفه. للأسف واجهت اكتئاب ما بعد الولادة الذي يعتبر الأصعب. لم ألق الدعم اللازم في تلك الفترة بل تلقّيت الملامة وسمعت أقوالًا مثل: “ابنك جميل لمَ ترفضينه؟” “حياتك سعيدة لمَ أنتِ تعيسة؟” “أيعقل لديك حليب طبيعي ولا ترضعين طفلك؟”
للحظة صدّقت كل ما قيل لي فأنا أم واجهت اكتئاب ما بعد الولادة ولم أرضع طفلي! الأمر الذي زاد نسبة الحزن والأسى على حياتي. لم أكن أعلم أن الإكتئاب ما بعد الولادة أمر شائع تعاني منه معظم الأمهات الجدد. ولم أكن أعلم أيضًا أنّ الأسباب تعود إلى التغيّرات الهرمونية وليس إلى واقع حياة المرأة.
أنقذتني صديقتي المقرّبة التي لاحظت تفاقم الحال لديّ. استشارة طبيبي من دون علمي الذي بدوره نصحها بأن تأخذني إلى الطبيب النفسي المخوّل مساعدتي بشكل صحيح وفعّال. وهكذا حصل! اقتنعت بأنني بحاجة إلى مساعدة لأنّني لم أعد أرغب في الحياة!
بعد زياراتي المنتظمة إلى مركز العناية النفسية، اكتسبت مهارة لم أكن أعلم أنّها مهمة وضرورية لكل أم وهي الإتّصال بين ضعف الجسد والصحة العقلية. لا يجب أن يؤثّر جسمي بضعفه وحالته على عقلي ونفسيّتي!
كم كان من المهم أن أطّلع على بعض المفاهيم العلمية الثابتة. في الواقع، يؤثر الاضطراب النفسي للأم على مستويات الجلوبيولينات المناعية في حليب الثدي وبالتالي قد ينقص انتاج الحليب أو يصبح غير مفيد للطفل.
لم أتمكّن من إرضاع طفلي لأنني كنت مريضة وحزينة وليس لأنني أم سيئة لا تحبّ طفلها! لا تسمحي لأحد بأن يصنّفك لمجرّد أنّك تعانين من عوارض اكتئاب ما بعد الولادة والتي تطال بشكل خاص علاقتك بطفلك.
أخيرًا، لم أتمكّن من إرضاع طفلي الأوّل ولكن بعد إنجابي الثاني كانت الأمور أسهل حتى من الناحية النفسية وتجنّبت الأخطاء التي ارتكبتها في الحمل الأوّل. حصّنت نفسي بشكل جيّد ولم أتوقّف عن زيارة الطبيب النفسي في تلك الفترة الذي كان له التأثير الأكبر على قراراتي ونظرتي إلى نفسي.