تشعرين مثلي أنك لا تريدين الإنجاب مرة ثانية؟ تابعي قراءة ما كتبته لك في هذه المقالة فأنا أم لطفل واحد ولا أريد الإنجاب من جديد.
قبل ولادة طفلي، كنت أتخيّل نفسي الأم التي تأخذ أطفالها في مغامرات عفوية وتضيع في ألعاب الخيال الطويلة. اسمح لهم بالتعلّم بالتجربة بدلًا من سرد قصص أطفال قصيرة تحذيرية. كنت أضحك عندما أرى بقع الطلاء على الجدران والأرض والسجادة في منزل شقيقتي.
الفوضى فن! كنت أصرّح. إلى أن أنجبت طفلي الأوّل والوحيد. في الحقيقة، أنا أم لطفل واحد ولا أريد الإنجاب من جديد لأسباب لم تكن في الحسبان.
صحيح أنّ الأمومة حلم مغروس في كل فتاة، وأنّها المسار الطبيعي لتتويج نضج كل امرأة، ولكن! سأحاول أن أشرح لك بوضوح ما دفعني للقول إني لن أنجب إلا طفلًا واحدًا، أنا التي كنت أنتظر لحظة بناء عائلة كبيرة على أحرّ من الجمر، ومع أنني لم أخض تجربة الأمومة قبل 18 عامًا.
في الواقع، يكشف الطفل من اللحظة الأولى لولادته عن مشاعر كامنة داخل كل امرأة قد تكون متضاربة وممزوجة بالتعب والإرهاق والخوف والمجهول. كل ما كنت أعتقده اضمحل أمام وجه طفلي الذي يحتاجني في كل لحظة.
أوّل 6 أشهر، خسرت نفسي من أجل أمومتي. سمحت لنفسي بأن أتمايل مع التغيرات وأستجيب لحاجات طفلي. تناسيت احتياجاتي وخضت معركة الأمومة حتى النهاية. أقصد حتى انتهيت!
الأمومة ليست آلة تعطي ولا تتعب بكبسة زر. الأمومة عمل يومي لكل امرأة اختارت الإنجاب. جزء من الأمومة هو خيار واختيار. الشعور الفطري للأمومة جميل لكنه لا يبني حياة صحية، بل يسبب خلل في التوازن بين الأم والطفل.
اكتشفت أنّ خياري كان صائبًا وأنّ شعوري بالأمومة كان يجب أن يتحقق، وفي الوقت نفسه تأكّدت أنّ الخيار قرار صعب ويتطلّب الكثير. لذا قررت ألا أختار الإنجاب مجددًا. أريد أن أكون أمًّا مسؤولة وحاضرة، لا مرهقة تجد لنفسها الأعذار لتنسحب من حياة أطفالها. أريد أن أكون أمًّا واعية، حرّة وسعيدة، لا أمًّا لأربعة أطفال مشوّشة وغير منظّمة.
الأمومة مسؤولية، لا تحققيها في الإنجاب بل بتصرفاتك ولو مع طفل واحد. لا تخافي من مبدأ تحديد النسل فأنت بذلك لا تحدّين من النعم في حياتك، بل تعطينها قيمة وتحافظين عليها كما يجب.