الحياة مليئة بالنجاحات المتنوّعة ولا يقتصر النجاح على الدراسة فقط! هذه نظريتي في الحياة وأتعامل على أساسها مع أطفالي. أنا أم لا أريد أن يكونوا أولادي متفوّقون في دراستهم لأنني أريد لهم النجاح بما سيختارون.
لا شكّ أنّ المدرسة هي أوّل دليل لتعليم الأطفال. توفّر لهم القدرة على التعرف على مجالات التعليم المختلفة، بما في ذلك االعلوم والأدب والثقافة والرياضيات والعديد من الموضوعات الأخرى، مما يساعد على تحسين آلية التفكير. ولكن هل يقتصر التعليم على النماذج الأكاديمية؟ بالطبع لا! كلنا يعلم أننا دخلنا عالمًا أوسع من الكتب وما تقدّمه العلوم الثابتة، ولهذا السبب لا أطلب من أولادي أو يتفوّقوا في الدراسة.
في الحقيقة، إلى جانب ذهابهم يوميًا إلى المدرسة، أحرص أن يخصصوا وقتًا للهوايات التي يمكنها أن تكون مجال تخصص لهم، يتفوّقون من خلالها ويبرعون. لا أمانع لأن تتفوّق ابنتي في الرقص، وأن يبرع إبني في البورصة الإلكترونية.
حرصتُ مع زوجي من اليوم الأوّل ألا نولي اهتمامًا كبيرًا للدراسة الأكاديمية بل إلى المهارات الحياتية والتنوّع في التعلّم والإكتساب. اخترنا المدرسة التي تعطي أهمية للفنون والتكنولوجيا بقدر التعلّم واكتساب المعلومات.
أنا أم لا أريد أن يكونوا أولادي متفوّقون في دراستهم، لأنّني أريدهم أن يكونوا على اطلاع بكل شيء، بالإضافة إلى ما تقدّمه المدرسة.
هذا كلّه لأنني على دراية بأن عالم اليوم يرفض الأشخاص الذين لا يندمجون مع التطور الحاصل والسرعة. في الواقع، بهذه الطريقة أفتح أمام أطفالي مجالًا فعّالًا للنجاح. فالخبرة والدورات التدريبية تأخذ حيّزًا أكبر في عالم الأعمال اليوم. كما أنّ التخصص المتعدد مطلوب في الوظائف أكثر من الشهادات العليا ذات الإتّجاه الأكاديمي المحدد.
أخيرًا، شخصيًا لم أجد رابط كبير بين نجاحي المهني اليوم وعلامات المدرسة. كل ما في الأمر أنّ المدرسة تدرّب على الإنضباط وتعلّم كيفية اكتساب المعلومات وحفظها، أمّا التفوّق فيها فليس له أي انعكاس على النجاح المهني والحياتي.