يعتبر نموّ طفلك واستقلاليّته مرحلة حيويّة تساهم في تكوين شخصيتّه وتعزيز قدراته الاجتماعيّة، العقليّة والسلوكيّة.
يبدأ الطفل باكتساب مهارات ادراكيّة وسلوكيّة معيّنة في كلّ مرحلة من طفولته. وتلعب الأمّ والأسرة عامّةً، كما البيئة المحيطة به، دورًا مهمًّا جدًّا في تنمية هذه المهارات، وبالتالي بناء شخصيّته. إذ إنّ هذه الأمور هي التي تساعده على الاستقلاليّة منذ مراحل مبكرة من حياته.
ففي السنوات الأولى من حياة طفلك، تشهدين نموًّا جسديًّا وعقليًّا، وسلوكيًّا سريعًا. إذ يبدأ الطفل بتعلّم المهارات الحركيّة كما يتطور تفكيره وقدرته على التفاعل مع البيئة المحيطة به في الوقت نفسه. ويمكنك تشجيع استقلاليّته من خلال تعليمه كيفيّة الاعتناء بنفسه وتطوير مهاراته الادراكيّة والتفاعليّة. تعرّفي، في هذا السياق، على طرق تعويد طفلك على الإستقلاليّة تدريجيًّا منذ طفولته المبكرة.
مهارات خاصّة بكلّ عمر من غير الطبيعي ألّا يتمتّع بها طفلك
رغم أنّ وتيرة النموّ السلوكي لدى الأطفال ليست هي نفسها، إلّا أنّها، وعلى عمر معيّن، يجب أن تصبح مكتسبة! إذ أنّه ليس أمرًا عاديًّا أن يصل الطفل الى عمر معيّن بدون اكتساب المهارات التي يجب أن تكون بديهيّة لديه.
ولكن أحيانًا يعود ذلك الى أنّك كنت تقومين بهذه الأمور عنه، أو لم تسمحي له بممارستها لتعلّمها. وبذلك، في حال كان طفلك لا يعاني من أي مشكلة، تكونين قد ربّيت طفلًا اتّكاليًّا وغير مستقلّ. فليس عاديًّا مثلًا ألّا يعرف طفلك أن:
- يأكل ويشرب من دون مساعدة، بعمر الثلاث سنوات.
- يلبس ويخلع ملابسه بمفرده، بعمر الأربع سنوات.
- يقضي حاجته ويذهب الى الحمّام لوحده، بعمر الستّ سنوات.
- يتمكّن من المذاكرة من دون أن تكوني الى جانبه، بعمر ثماني سنوات.
- يعرف عنوان سكنه ورقم هاتف والديه، بعمر العشر سنوات.
- ترتيب غرفته وثيابه، بعمر الـ12 سنة.
- يلبّي احتياجاته الأساسيّة ويستطيع أن يخدم نفسه، بعمر الـ14 سنة.
من جهة أخرى، تعرّفي على عواقب تمكين الطفل بشكل غير مناسب.