لا يعني إعطاء الأولوية لشريكك أنك تهملين أطفالك، بل يعني أنك ترغبين باستمرار مؤسسة الزواج وتأمين أجواء عائلية ملائمة لأطفالك.
أنا متأكدة من أن الكثير منكنّ قد سمع أنه بعد إنجاب الأطفال، عادة ما يتأثر الزواج. ويصفون هذه الحال بأنّك تكبرين بعيدًا ولا يبدو أن لديك وقتًا كافيًا لزوجك بعد الآن. تضعان بعضكما البعض على المقعد الخلفي لإبقاء الأطفال في المقدمة.
لكن ماذا لو أخبرتك أنه ربما يجب أن يأتي زوجك أولاً في بعض الأحيان؟ وأن إعطاء الأولوية لزوجك يمكن أن يفيد الأسرة بأكملها بالفعل؟ لا شكّ أنّك تقولين الآن: “كيف تجرؤ الأم على وضع أي شيء أو أي شخص قبل أطفالها؟”
حسنًا، دعيني أخبرك بهذا: نعم، أنا أم لكن زواجي لا يزال يمثل أولوية قصوى. وهناك أسباب كثيرة لذلك.
بدايةً، أنا أم لكنني أيضًا زوجة. ولغات الحب بيني وبين زوجي هي التي جعلتنا أب وأم في المقام الأول. لذلك أحاول الحفاظ على علاقة صحية حتى لا يتلاشى حبنا. يوجد بالفعل الكثير من الضغط على الأزواج عندما يتعلق الأمر بتربية الأطفال، ولكن لا يفيد ذلك في فقدان بعضهما البعض على طول الطريق. لأننا لسنا مجرد أهل، بل نحن شركاء. ويجب على الشركاء العمل كفريق واحد، وهو ما يعني غالبًا أن يكونوا على نفس الموجة مع بعضهم البعض.
كأهل، نحن من يربي أطفالنا، ويستفيد أطفالنا من وحدة أبوية صحية وخط المواجهة. لذا، عندما لا نكون على اتفاق واحد، يمكن أن يكون لذلك آثار سلبية على الجميع.
في الحقيقة، غالبًا ما تركت زوجي يشعر بالوحدة بعد ولادة طفلنا الأوّل. كان يشعر بأنّه غير امرئي وغير مسموع. كنت أعتمد على وقتي مع الطفلي وجدولة الوقت لاستقبال الأصدقاء للتهنئة ولكني لم أفكر حقًا في قضاء وقت ممتع مع زوجي. كنت أعتقد أن مشاركة نفس المنزل كانت كافية. كنا نرى بعضنا البعض كل يوم، لكن ذلك لم يكن كافيًا لبناء علاقة عاطفية مستمرة.
أخيرًا، بدأت أنا وزوجي مؤخرًا في إعطاء الأولوية لبعضنا البعض وقضاء المزيد من الوقت الجيد معًا، من دون ابننا. عائلتنا كلها أفضل بسبب ذلك. أرجو ألا تفهمنني بشكل خاطئ، لا يزال لدينا الكثير من الوقت العائلي، لكننا نستفيد من تخصيص الوقت لبعضنا البعض أيضًا. ونعلم أن طفلنا سيستفيد من حفاظنا على حبنا.