قصص وأساطير سمعناها كثيراً عن أشخاص إستيقظوا يوماً ما، ليجدوا أنفسهم بشعر أبيض تحوّل بين ليلة وضحاها! ولعلّ الشخصيّة الأبرز التي تمحورت حولها هذه الخرافة هي الملكة الفرنسيّة الشهيرة Marie Antoinette، فماذا يقول العلم عن هذا الموضوع، وهل بإمكانه أن يحدث فعلاً؟
ففي حين أنّ الشعر يأخذ لونه من صبغة الميلانين، ينجم الشيب الطبيعي إجمالاً عن توقّف عمل الخلايا في بصلات الشعر في إنتاج هذا الصبغ مع التقدّم في السن، ما يحوّل الشعيرات تدريجياً من ملوّنة إلى بيضاء.
ولكن ماذا عن التحوّل المفاجئ للشعر بعيداً من عامل التقدّم بالسن؟ إنّها فعلياً حادثة مسجلّة في العديد من السجلات الطبيّة، حتّى بات يطلق عليها إسم canities subita. هذا النوع من الحالات الغريبة شغل العلم واستقطب عدداً كبيراً من الأبحاث الطبيّة التي وجدت أنّ التفسير الأكثر منطقية لتحوّل شعر الرأس إلى أبيض بأكمله بسبب التوتّر هو بالفعل نتيجة تساقط الشعيرات الملوّنة وليس تصبّغها المفاجئ. فالتعرّض للتوترّ الشديد أو لصدمة كبيرة تهدّد الحياة قد يتسبّب بفقدان الشعر وتساقط الشعيرات الملوّنة، ما يترك الرأس بشعر شائب فقط! ولعلّ هذا ما حصل فعلياً مع الملكة الفرنسيّة ماري أنطوانيت، التي تتكلّم الأساطير أنّ شعرها تحوّل إلى أبيض تماماً قبل ليلة من تنفيذ حكم الإعدام بها.
تفسير آخر، توصّلت إليه بعض الأبحاث أخيراً، يردّ هذا النوع من الحالات إلى أنّ التوتّر الكبير قد يحدث ضرراً في الحمض النووي، ما يمكن أنّ ينجم عنه تغيّراً في لون الشعر! تجدر الإشارة إلى أنّ معظم الحالات المسجّلة لتحوّل الشعر إلى أبيض بفعل الصدمة لم تكن في ليلة وضحاها، بل على إمتداد فترة زمنيّة قد تصل إلى 6 أشهر!